وفي الإطار، اجرت “الديار” استطلاعا للرأي حول إمكانية وصول جميع المرضى الى العقاقير الأساسية، وتبيّن “ان 80% من مرضى السرطان في لبنان يعانون الامرّين، بسبب عدم استطاعة هؤلاء شراء الادوية او متابعة العلاج مع طبيب متخصص، وقال بعض المرضى لـ “الديار” “ان أسعار العقاقير ارتفعت بشكل ملحوظ بعد إقرار موازنة العام 2024. في حين أكد 60% شحّ الإمكانات المادية التي تخولهم القيام بأي اجراء او تحاليل طبية بغية الكشف المبكر عن المرض. الى جانب ذلك، تحرّت “الديار” عن أسعار بعض “البلاسم” غير المخصصة للأمراض السرطانية او المزمنة، واتّضح ان الأسعار تضاعفت 3 و5 مرات وأكثر”.
في موازاة ذلك، قال المتخصص في أمراض الدم والتورّم في مستشفى اللبناني الجعيتاوي الدكتور احمد خليل لـ “الديار”: “تزداد احتمالية الإصابة بالمرض الخبيث عندما يحدث خلل في الحمض النووي، وذلك يؤثر سلباً في عمل الجينات الكابتة او المانعة للورم”. وتابع موضّحا “ان هذا الامر يسمح للخلايا المتأثرة كي تنفلق وتتكاثر بشكل متواصل”، مشيرا الى “ظهور ثلّة من العوارض الأولية التي تسمى بـالعلامات الصامتة للسرطان، لذلك يجب اجراء الفحوصات والتحاليل الطبية الدورية، لان اكتشاف الداء في مراحل مبكرة يقلّص من فرص ذيوع المرض”.
ظهور اعراض غامضة!
الى جانب كل ما تقدم ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن بعض أنواع السرطان لديها أعراض غامضة أو صامتة، والتي عادة لا تشير إلى وجود داء خبيث في الجسم، لذلك الانتباه قد يسهم في إنقاذ المريض من الموت أو المساهمة في إطالة عمره. ونقلت الصحيفة عن خبراء صحة، أن هناك 5 أنواع شائعة من السرطان ذات أعراض غامضة أو صامتة، هي:
1- سرطانات الجهاز الهضمي: تشمل سرطان المريء والمعدة والكبد والقناة الصفراوية والبنكرياس والأمعاء.
وفي هذا المجال أوضح استشاري الأورام الدكتور جيسون تشاو “أن سرطانات الجهاز الهضمي يمكن أن تكون غادرة جدا وتأتي مع أعراض غامضة أخرى”. واشار الى “ان حالات الإصابة بالسرطان ستصل إلى 22.2 مليون إصابة في العام 2030 بزيادة نسبتها 75% عن آخر إحصائية جرت في العام 2008”. وتابع: “وجود دم في البراز ليس العارض الوحيد، فهناك أعراض أخرى يحتاج الناس إلى معرفتها وإبلاغ أطبائهم بها، لذلك يجب البحث عن العلامات الاتية: فقدان الوزن غير المبرر، والغثيان أو القيء، مغص مستمر في البطن وصعوبة أو ألم في البلع”.
وأردف: “من غير المرجح أن يكون أي من هذه الأعراض سرطانا، لكن إذا كان لديك أي من هذه الأعراض وتتفاقم ولا تتحسن، فعندئذ يجب مراجعة طبيبك. وبالنسبة لسرطان الأمعاء وحده، فإن 90 % من الأشخاص يبقون على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أو أكثر إذا تم تشخيصه في المراحل المبكرة. وتنخفض تلك النسبة إلى واحد من كل 10 في المراحل اللاحقة”.
2- سرطان المبيض: وفقا للعلماء، يمكن أن تحاكي أعراض سرطان المبيض المعروف باسم “القاتل الصامت”، حالات أخرى مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) أو حتى انقطاع الطمث، لذلك غالبا ما يتم تشخيصه بشكل خاطئ. وقال 80% من الرجال الذين شملتهم الدراسة ان طبيبهم المعالج أبلغهم أن العلاج الكيماوي من الممكن أن يؤثر سلباً في الخصوبة”.
3- سرطان الرئة: بحسب الأطباء “عندما يتم اكتشاف سرطان الرئة مبكرا، فإنه يعيش 6 من كل 10 أشخاص لمدة 5 سنوات أو أكثر. اما بالنسبة للإشارات التي يجب التحري عنها: السعال في معظم الأوقات، ضيق التنفس المستمر أو المتفاقم، خروج بلغم مع الدم، ألم في الصدر أو الكتف، التهابات الصدر التي تستمر في العودة أو تلك التي لا تتحسن، فقدان الشهية، الشعور بالتعب طوال الوقت، التعرق الليلي وفقدان الوزن”.
4- سرطان الدماغ: واستكمل تشاو “يمكن أن تكون أورام الدماغ خبيثة جدا، وقد يتم تشخيصها عن طريق الصدفة، لكن في مرحلة ما تظهر أعراضها بشكل واضح. والدلالات التي يجب البحث عنها: الصداع، ضعف في الأطراف، علامات تشبه السكتة الدماغية، الشعور الدائم بالنعاس أو فقدان الوعي المتكرر، الرؤية غير الواضحة، فقدان حاسة الشم، أو سماع الأصوات في الرأس، أو مشاكل في القراءة والكتابة”.
5- سرطان المثانة: اوضحت أستاذة علم أوبئة السرطان في جامعة كينغز كوليدج في لندن، ميكي فان هيملريجك “ان سرطان المثانة يعتبر عاشر أكثر أنواع السرطان شيوعا في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فإن الوعي به منخفض جدا”. وتابعت: “عادة ما تكون أعراضه غامضة، لذلك لا يتم الإبلاغ دائما عن العلامات المبكرة، لأن الأشخاص لا يعرفون ما الذي يبحثون عنه”. وفي المملكة المتحدة، يتم تشخيص إصابة واحدة من كل 130 أنثى وواحد من كل 55 رجلاً بسرطان المثانة، ويرتبط ما يصل إلى نصف الحالات بالتدخين”.
وألمحت الى “إن العديد من أعراض سرطان المثانة، مثل زيادة التبول، غالبا ما يتم الخلط بينها وبين مجرد التقدم في السن”. والعلامات التي يجب البحث عنها: دم في البول، التهابات المسالك البولية المتكررة، الألم عند الحاجة إلى التبول، كثرة التبول، سلس البول، ألم في الظهر أو أسفل البطن أو العظام، الشعور بالتعب أو الإعياء، فقدان الوزن دون سبب”.
ضرورة الاختبارات
وينصح الأطباء بضرورة عمل الاختبارات المتعلقة بأمراض السرطان عند توافر هذه الأعراض:
– أي كتلة غير مبررة في أي مكان خاص، إذا كانت تتزايد في الحجم، ويجب مراقبة الخصيتين والثدي والبطن وتحت الإبط والرقبة والفخذ.
– فقدان الوزن غير المبرر.
– تغيرات في عادات الأمعاء، بما في ذلك الإسهال أو الإمساك أو البراز الرخو أو الدهني دون وجود سبب لذلك، أو الشعور بعدم إفراغ الأمعاء بالكامل بعد الدخول إلى المرحاض.
– ألم في المعدة أو فتحة الشرج.
– الانتفاخ في البطن المستمر الذي يدوم لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
– دم في البراز أو البول.
– الشامة (الحسنة) التي تغير شكلها أو بدأت تسبب الحكة أو النزيف.
– قرحة في الفم لا تزول.
– التعب المستمر.
– آلام في البطن أو الظهر دون معرفة سبب واضح لها، وهذا يشمل الألم الخفيف والدائم أو الألم الحاد الذي يأتي ويذهب.
– عسر الهضم، وحرقة المعدة، أو الارتجاع الحمضي أكثر من المعتاد.
– حكة أو اصفرار في الجلد (قد يكون بياض العين أصفر أيضا).
– فقر الدم غير المبرر.
– نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث أو بين الدورات الشهرية.
– تعرق ليلي أو حمى (ليس لها علاقة بانقطاع الطمث).