هو الفراغ في التمثيل السياسي، ما يشوّه التوازنات، وخاصة تلك المتعلقة بالتعبير عن وجدان مجموعات طائفية، وتصوراتها لذاتها وللعلاقة مع الشركاء في الوطن وإدارته. والفراغ في التمثيل السُني، واحد من عوامل كثيرة، تعيق انتظام الحياة السياسية والوطنية، والدستورية، والتي لا تكتمل إلا بحضور كل أطياف التمثيل الوطني، وصولاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
والأسئلة في بيروت حول الخطوة القادمة لرئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، كثيرة. لا أحد يمكنه تأكيد أن العوائق، غير اللبنانية، قد زالت نهائياً أمام عودته إلى لبنان لممارسة العمل السياسي الطبيعي والمشروع. المهم، أن أي اكتمالٍ للفراغ في التمثيل، هو أمر مطلوب للحياة السياسية المرتبطة بحضور الطوائف في شكل رئيسي في معادلة الحكم والنظام.
الحريري الذي استهل أولى خطواته السياسية بزيارة السرايا الحكومية ولقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فضّل ترك الكلام الأساسي لمهرجان 14 شباط، والذي سيتبين فيه أفق زيارته اللبنانية، ومؤشرات عودته من عدمها.
في هذا الوقت، لا يزال الجنوب تحت النار الإسرائيلية المتواصلة. غارات للطيران وقصف مدفعي، وتوسيعٌ لرقعة الدمار الهائلة في القرى الحدودية في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون. وقد ارتفعت الخسائر البشرية اليوم مع 4 شهداء في طير حرفا ومارون الراس، فيما نجا قيادي في حزب الله من استهداف سيارته في بنت جبيل، بالتوازي مع استمرار استهداف "الحزب" المواقع الإسرائيلية، وإطلاق الصواريخ على الجليل.
وفي قطاع غزة تحولت العدوانية الإسرائيلية نحو التجمع المدني الأخير في رفح، حيث استهلت إسرائيل عدوانها ليل أمس بغارات وقصف مدفعي أديا إلى عشرات القتلى. وفيما بيانات الإستنكار تملأ الفضاء الإعلامي عربياً ودولياً، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن الثقة بإيقاع الخسائر الكبيرة في صفوف جيش الإحتلال، في حال أصر على تنفيذ أوامر بنيامين نتنياهو باقتحام رفح، مع ما يشكله ذلك من مخاطر على نزوح هائل للفلسطينيين، ولا سيما في اتجاه سيناء.