في كل جلساتنا مبتسماً، مشرقاً وأنيقاً في كلامه...
في كل لقاء يحافظ على انتقاء مفرداته ليرسلها إلى من يحب من الاصدقاء والمعارف...
عمل كي يتمكن من الزواج، فتح "إكسبرس" كي يزيد من دخله فصادق الجميع، وجميع الشباب رفرفوا جوانحهم من حوله فكان الصادق على اسرارهم والأمين على معرفتهم والكريم في ضيافتهم...
الحوار معه يفرضه بتهذيبه، وصمته شغف الكلام، وترحيبه يعني كبرياء المحبة السمحاء التي زرعها الله فيه ونشرها بيننا كبيراً وصغيراً...
كان يتمنى الشهادة رغم كل الفرح من حوله، في نهاية كل لقاء يطلب منا :" ارجو منك الدعاء كي استشهد"...
تزوج منذ سنة من فتاة مؤمنة تشبهه بالصفات ولم يترك بندقيته، ولم يفتعل خيانة القضية التي أمن فيها، ولم يبخل على من يعرفهم بالدعاء...وأجمل أفعاله أن يشارك في تشييع كل شهيد عرفه أو لم يعرفه، وأمس الأول شارك في تشييع ابن بلدته كما تشهد الصورة مع دمعتي!
ما أروع اللقاء به، وما أجمل ابتسامته في كل لقاء، واخر لقاء كان من عند الله في مكان عام ومعه زوجته...اقترب مني وحضنني بشغف وكانت جلسة ممتعة بحضور زوجته الفاضلة، وأخبرني برحيله مع الشباب على أمل العودة وأن تكون عزيمة على شرف صاحب هذه السطور في منزله، والطعام صناعة زوجته...
في جلسة عائلية وصل خبر استشهاده من صديق عبر الهاتف...اتصلت برقمه لربما الخبر كاذب، فردت زوجته لتؤكد الخبر باعتزاز!
جمّل قدره وسقط شهيداً في أطهر معركة وعلى اطهر أرض وبين أشرف الناس...إنه الشهيد العريس محمد علي فياض " لواء الحسين" من بلدة أنصار الجنوبية ...يا صديق الروح يا اغلى الغوالي ستبقى متربعاً في ذاكرة لم تعرف خيانتك، وسيستمر الحديث عنك ما دمنا أحياء...