يطل علينا «ماثيو فون»، المخرج العبقري، وراء سلسلة «Kingsman» الناجحة، بعمل جاسوسي جديد يحمل اسم «Argylle»، زاخرا بتشكيلة مبهرة من النجوم أمثال «هنري كافيل، سام روكويل، براين كرانستون، برايس دالاس هاورد، جون سينا»، متناولا قصة كاتبة روايات جاسوسية تجد نفسها متورطة في مغامرة تشبه إلى حد بعيد خيوط رواياتها.
يتمتع «Argylle» بنكهة فريدة تجعله بعيدا عن نمطية أفلام الأكشن التقليدية، ويستثير فضولنا بفكرة «ما إذا كانت الشخصيات هي من تحرك خيوط السرد من وراء الكواليس»، ولعل أكثر ما يثير الدهشة -وربما الإحباط- هو الوقت القليل الذي يظهر فيه هنري كافيل على الشاشة، والذي لا يتجاوز الدقائق الخمس، على الرغم من وجوده البارز في مواد الدعاية الخاصة بالفيلم.
قد يشكل ظهور «كافيل» دافعا جاذبا لعشاق الأفلام الجاسوسية لمشاهدة العمل، إلا أن ذلك لم ينتقص من براعة كل من «سام روكويل» و«برايس دالاس هاورد» اللذين أضافا طابعا متميزا على الأحداث، خاصة في المشاهد التي تطغى عليها نبرة الكوميديا.
تجلت إحدى نقاط الضعف البارزة في «Argylle» في مدته الزمنية الممتدة التي سمحت ببروز عيوب وثغرات السيناريو، كما يعاني أيضا من تذبذب في تحديد خطه الدرامي العام بين كونه دراما لكاتبة تستخدم مهاراتها الجاسوسية للنجاة، وأن يتحول إلى كوميديا رومانسية دون الاستقرار على هوية واضحة.
وبالنظر إلى طاقم العمل، لا يمكن إغفال المهارة الفائقة التي أظهرها «براين كرانستون» في تجسيد الشخصية الشريرة، حيث قدم دوره بأسلوب مرح وخفة ظل، ورغم أن «صامويل جاكسون» لم يحظ بوقت طويل على الشاشة، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة واضحة ويصبح واحدا من أبرز الشخصيات في الفيلم.
قدم «Argylle» تجربة من النادر أن يتفق عليها اثنان، فقد يكون ممتعا بشكل كبير للبعض، وآخرون قد يجدونه مجرد رحلة مألوفة مليئة بنجوم هوليوود، لكن ما قد يتفق عليه الجميع أنه كان من الممكن أن يتفادى الكثير من المشاكل بسبب مدته.