رغبة واضحة بعدم التصعيد أبدتها إيران، مع إعلان كتائب “حزب الله” العراقية تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية، والإشارة إلى أن عملها كان يتم دون علم طهران التي كانت تُبدي اعتراضاً على هذه العمليات، وذلك بعد ساعات قليلة على التهديدات التي أطلقتها دوائر القرار في واشنطن للرد على الهجمات التي حصلت يوم الأحد الماضي.
إن إعلان كتائب “حزب الله” العراقية يحمل إشارة مهمة، مفادها أن إيران لا تُريد التصعيد في المنطقة، وهي قد تنصّلت من الهجمات على المواقع الأميركية في المنطقة، خصوصاً وأن علاقة “حزب الله” العراقي بطهران وطيدة جداً، ومن المرجّح أنها طلبت من الحزب هذا الإعلان، إلّا أن هذا الإعلان لم يَرق أميركياً، مع رد البنتاغون بقول “الأفعال أصدق من الكلمات”.
لبنانياً، زار سفراء اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وكان الاجتماع “إيجابياً ومريحاً” وفق تعبير رئيس المجلس، ومن المعلومات التي رشحت عن اللقاء عدم طرح السفراء أي اسم لرئاسة الجمهورية والاكتفاء بالحديث عن المعايير ومحاولات تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية المختلفة.
عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أشرف بيضون أشار إلى أن “الجو كان إيجابياً، واللقاء كان مريحاً كما قال برّي، ولم تُطرح الأسماء خلال الاجتماع، ووفق المعلومات، فإن زيارة مرتقبة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، لكن لا موعد معروفاً بعد”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، شدّد بيضون على دور اللجنة الخماسية “كعنصر مساعد يُمكنه تقريب وجهات النظر والمساعدة في إنجاز الاستحقاق، لكن لا يحل مكان أي طرف دستوري من واجبه انتخاب رئيسٍ للجمهورية”.
وتوجّه بيضون إلى “من ينتظر التبدّلات الإقليمية في المنطقة” من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وقال: “البعض لا يُريد مقاربة الاستحقاق الرئاسي من منظار وطني، ويُريد انتظار نتائج التسويات الخارجية، لكن على هؤلاء انتهاء فرصة اللجنة الخماسية والعمل وفق حسابات محلية”.
إذاً، فإن محرّكات اللجنة الخماسية وبرّي انطلقت، والأيام القليلة المقبلة ستكشف أفق هذا الحراك، وإن كان ثمّة آمال معلّقة على هذه المستجدات، فإن احتمالات نجاحها قليلة ومتواضعة في الحين، لأن، وللأسف، لبنان جزء من المنطقة، والحلول مؤجّلة حتى إنجاز التسويات بين القوى العالمية والإقليمية.