بعد تأجيل إنعقاده يوم الثلاثاء الماضي، في 23 كانون الثاني الجاري، وما أعقبه من لغطٍ وعلامات إستفهام طُرحت حول أسباب التأجيل وهل لها علاقة بخلافات بين سفراء اللجنة الخماسية المكلفة معالجة الملف اللبناني، إلتأم اللقاء في ضيافة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الثلاثاء 30 الجاري، في حضور السفراء: السعودي وليد البخاري، القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الفرنسي هيرفي ماغرو، المصري علاء موسى والأميركية ليزا جونسون، في حضور مستشاري بري محمود بري وعلي حمدان.
اللقاء الذي استمر زهاء ساعة من الزمن لم يجب على الكثير من الأسئلة، برغم أنّ المكتب الإعلامي للرئاسة الثانية أوضح أنّه “تم في خلال اللقاء عرض آخر المستجدات لا سيما الإستحقاق الرئاسي”، وبأنّ الرئيس برّي أوضح بعد اللقاء بأنّ “الموقف كان موحداً. والإجتماع مفيد وواعد”.
ومع أنّ الرئيس برّي بدا في الصورة مبتهجاً بلقائه السّفراء الخمسة إثر جمعهم في مقرّه، بعد نزعه فتيل الخلافات بينهم الذي كان سبب تأجيل اللقاء قبل أسبوع، فإنّ ما أظهرته الصورة من وئام وارتياح بين المجتمعين، اللذين كان لافتاً بينهم تخلّي السّفير البخاري عن اللباس السعودي التقليدي، وهو قليلاً ما يفعل ذلك في لقاءاته، وارتدائه بدلة حديثة، لم يحجب الخلافات بين سفراء الخماسية، الذين كشفوا بأنّهم يحتاجون إلى من يُرمم خلافاتهم، ويضيّق الهوّة بينهم، وهو الأمر الذي قام به الرئيس بري، بينما المهمة الموكلة إليهم هي تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية لتقريب وجهات النظر بينهم، وليس العكس.
عندما تأجّل اللقاء الأسبوع الماضي جرى تبرير ذلك بأنّه “يعود لارتباط بعض السفراء بمواعيد سابقة إضطرتهم للإعتذار عن حضورهم اللقاءات، ما استدعى طلب تأجيله إلى موعد لاحق”، ونفي وجود “خلاف سياسي بين سفراء الخماسية في مقاربتهم للملف الرئاسي”، وفق ما تبلّغ بري من السفيرين البخاري وموسى بعد زيارتهما له منفردين ذلك اليوم، كما أنّ السفير المصري أكّد أنّ “موقف سفراء الخماسية هو على قلب رجل واحد”، كاشفاً أنه “نسعى لترتيب لقاء لسفراء الخماسية سريعاً. وهذا الإجتماع لا يهدف للحديث حول تناقضات، إنّما بالعكس يتحدث حول المشتركات وخريطة طريق لعمل الخماسية”.
هذه الخلافات حاول سفراء اللجنة الخماسية تداركها وعدم نشرها، ما دفعهم إلى عقد لقاء “ترتيب أوضاع”، كما جرى وصفه، في خيمة دارة السفير السعودي في الرابية، يوم الأربعاء الماضي في 24 الجاري، إستباقاً للقائهم رئيس المجلس النيابي كي لا يذهبوا إليه فرادى ومنقسمين.
هذه الخلافات بين سفراء الخماسية لم تعد خافية، وباتت حديث مختلف الأوساط، وهي تتعلق حول من يكون “القائد” بينهم خصوصاً السفير السعودي والسفيرة الأميركية، عدا عن فتور في العلاقات بات معلوماً بين السعودية وقطر، ما يجعل حَرَاك سفراء اللجنة الخماسية يبدو لزوم ما لا يلزم، ولملء الوقت الضائع، كون الملف الرئاسي اللبناني غير موجود حالياً على جدول أعمال الدول المعنية بالملف اللبناني، لانشغالهم بملفات أكثر أهمية، في منطقة يزداد الغليان السّياسي والأمني فيها يوماً بعد آخر.