دمشق - هدى العبود
تلقت «الأنباء» دعوة لحضور افتتاح فيلم «يومين» على مسرح دار الأوبرا في دمشق، من بطولة الفنان دريد لحام، وإخراج باسل الخطيب، وهو ثالث فيلم روائي طويل يجمع بين لحام والخطيب بعد فيلمي «دمشق حلب» و«الحكيم»، حيث قدما قصصا اجتماعية واقعية جرت نتيجة تداعيات الحرب السورية على خلفية سياسية معاصرة.
ومن يتابع أعمال النجم دريد لحام يدرك أنه لم يقدم يوما عملا فنيا سواء أكان مسرحيا أو دراميا أو سينمائيا، إلا وكانت الأسرة هاجسه الأول، والسبب أنها هي التي تبني المجتمع السليم، من هنا انطلقت فكرة «يومين» بأهمية بناء الأسرة السليم من خلال الغوص في حياة اللبنة الأولى والأضعف في المجتمع ألا وهي الطفولة، والتي جسدها لحام والكاتب والمخرج من خلال فكرة أساسية مضمونها «أن العنف الأسري في أي مجتمع يؤدي الى تردي الأوضاع الاجتماعية وتفكك الأسرة يولد الكثير من العنف الاجتماعي»، ونظرا لأهمية هذا الموضوع قدم الفيلم حياة طفلين كنموذج يعيشان دون أسرة ترعاهما، ما أدى الى تشردهما، لكن أيادي رحيمة جمعتهما مع رجل قروي بسيط (دريد لحام) عندما قصد المدينة للتسوق، فشعر أنه أصبح مسؤولا عنهما.
توجهت «الأنباء» إلى الفنان دريد لحام، الذي يحتفل هذه الفترة بعيد ميلاده الـ 90، فقال: فيلم «يومين» هو حكاية اجتماعية خالصة تقدم عينة من حالات العنف الأسري، وما يمكن أن يسببه من مخاطر على المجتمع، وباعتبار الأسرة أول مؤسسة اجتماعية يترعرع في كنفها الطفل، فهي تؤثر في نموه النفسي والاجتماعي تبعا لظروف نشأة الأسرة ومدى تحقيقها في إشباع الحاجات النفسية للطفل من خلال المناخ السائد فيها وأساليب التربية المتبعة، وبرأي للأسرة أهمية بالغة في تمتع الطفل بالصحة النفسية والجسدية، فهي الخلية الاجتماعية الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، والركيزة الأساسية في خلق الضبط الاجتماعي لدى مجموع أفراده، خاصة الأطفال منهم بما تقدمه من تربية أخلاقية نفسية لأفرادها للقيام بأدوارهم الاجتماعية المختلفة، والتفاعل مع الحياة والاندماج في المجتمع، من هنا نحافظ على بناء مجتمعاتنا التي عانت ولا تزال تعاني من ظهور اضطرابات داخل الأسرة وهذا يؤثر على الاستقرار النفسي للأطفال، وهدفنا من خلال أحداث الفيلم إبراز أهمية الاستقرار الأسري بالنسبة للطفل لأنه النواة الأولى لبناء مجتمع سليم متحضر.
وقالت الناقدة الإعلامية رند سلامة: اذا عدنا الى علماء علم النفس نجد أن علم النفس الاجتماعي وصف التفكك الأسري بـ «حالة من التصدع التي تهدم حائط الأسرة الحامي لأفراده من خلال فقدان أحد الوالدين أو كليهما إما بالطلاق أو الهجر أو العنف الأسري»، وتعرف الأسرة بالوسط الذي ينشأ داخله الطفل ويتعلم فيه المبادئ والقيم المجتمعية وإذا تفككت فنحن في انتظار جيل يعاني من هشاشة نفسية وأمراض اجتماعية، من هنا أعلن علماء النفس أن للأسرة أهمية بالغة في تمتع الطفل بالصحة النفسية والجسدية، وببناء الأسرة السليمة نكون بنينا الخلية الاجتماعية الأساسية الأولى التي يقوم عليها المجتمع، وعندما يتلقى الطفل الرعاية والحنان والتوجيه السليم، فمن المؤكد أننا نبني أسرة سليمة، وبالتالي نبني مجتمعا سليما خاليا من التشرد والضياع، لأن الأسرة المفككة تقدم للمجتمع جيلا يكون عرضة لمن يتاجر بهم بكل أنواع المهن التي تؤدي الى الإثراء على حساب هؤلاء المستضعفين المشردين ظلما، كالاتجار بالمخدرات، كما يتعرضون للاغتصاب وبالتالي نصل الى مجتمع مفكك.
يذكر أن فيلم «يومين» من تأليف تليد الخطيب عن قصة لدريد لحام الذي يشارك في بطولة العمل، وإخراج باسل الخطيب، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، ويجمع نخبة من النجوم بينهم رنا شميس، يحيى بيازي، حازم زيدان، نور الوزير، وليم فارس، وائل زيدان، رهام غسان، والفنان الراحل أسامة الروماني، والأطفال شهد الزلق، جاد دباغ، شام محمود، وضيف الشرف محسن غازي، ومن خلال مجريات أحداث الفيلم نجد أن المخرج باسل الخطيب ابتعد عن الحرب وتداعياتها مع الكاتب تليد الخطيب ليقدم حكاية اجتماعية تتضمن حالة من العنف الأسري وتسرد قصة رجل يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على زوجته وأطفاله، مسلطا الضوء على تأثير العلاقة الأسرية المفككة على المجتمع، إضافة إلى طرحه للعديد من القضايا الإنسانية الأخرى.