على خط “تماس” بين ساحة النجمة والحدود الجنوبية، يقف الملف الرئاسي منتظراً خطوة تعيد إليه بعضاً من زخم قد يفضي الى انهاء الشغور في قصر بعبدا، والذي ينهي غداً شهره الرابع عشر.
وفي السياق، يستأنف سفراء اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني والتي تضم كلاً من قطر والسعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، حراكهم الذي سبقه اجتماع عقدوه في دارة السفير السعودي وليد البخاري الأسبوع الماضي. علماً بأن اللقاء الخماسي في اليرزة وان اظهر السفراء المعنيين متفقين بالشكل غير انه يطرح تساؤلات على تباينات في وجهات النظر بين دول الخماسية، ويأتي ذلك على وقع اعتراض السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون على حراك السفيرين السعودي والمصري والزيارات التي يقومان بها الى المسؤولين السياسيين والدينيين. اذ يبدو ان هناك تنافساً سعودياً اميركياً على قيادة اللجنة الخماسية.
بالعودة الى الداخل، وفيما تجزم مصادر الرئاسة الثانية ان اللقاء الذي كان يفترض ان يجمع سفراء الخماسية برئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع الماضي توم ارجاؤه لاسباب بروتوكولية كما لتضارب مواعيد بعض السفراء، تؤكد ان اللقاء سيعقد ظهر اليوم في عين التينة. مشيرة الى ان السفراء سيضعون الرئيس بري في أجواء رؤيتهم ومقاربتهم للاستحقاق الرئاسي.
توازياً، تشير بعض المعلومات الى ان حراك الخماسية يأتي تمهيداً لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان الى بيروت، غير ان مصادر عين التينة تستبعد هذا الامر كونه لم يحدد حتى هذه الساعة موعداً لزيارته.
وتشدد المصادر على ان الرئيس بري سيعيد التأكيد امام زواره على انفتاح الثنائي للتعاون مع أي طرف لانهاء الشغور الرئاسي، انطلاقاً من مبدأ ان هذا الملف لا يمكن حله سوى بالتوافق والتشاور والحوار غير المشروط بين جميع المكونات الوطنية.
الى ذلك، تؤكد مصادر مطلعة على حراك سفراء الخماسية، الى ان القرار بفصل الانتخابات الرئاسية اللبنانية عن الاحداث الجارية في غزة والمعارك في الجنوب بات امراً ضرورياً نظراً لدقة المرحلة والتي تفترض وجود رئيس يعيد الانتظام للحياة السياسية. وتضيف بأنه وسط تشبث كل فريق برأيه ورفض البعض للحوار، لم يبق امام الخماسية سوى عرض مواصفات لاختيار شخص الرئيس على المسؤولين اللبنانيين علهم يتمكنوا من انتخابه.
اذاً، هو حراك دولي لمساعدة اللبنانيين على الاتفاق واختيار شخص لانتخابه رئيساً للجمهورية، والرهان على نجاحه او فشله مرتبط بمدى استعداد المسؤولين السياسيين على اعلاء المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار والتعالي عن الحسابات الشخصية الضيقة. وعليه، قد يكون اجتماع الخماسية مع رئيس المجلس الفرصة الذهبية لاعادة تحريك الملف الرئاسي ووضعه على سكة الحل. فهل ستكلل هذه الخطوة بالنجاح ام انها ستبقى حركة “بلا بركة”؟