يشهد قطاع الطب التجميلي اقبالا على أمور غير منتظرة مثل تقنيات الشد بدون جراحة واقتناء مستحضرات العناية بالبشرة والجسم والشعر؛ الغريب ان ممارسات الحفاظ على المظهر الخارجي تزداد بشكل غير مسبوق لا سيما في أوقات الأزمات. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المواد الا ان القيام بالإجراءات التجميلية يتضاعف من كِلا الجنسين أي رجال ونساء.
اشارة الى ان الطب التجميلي قاوم ولا يزال الاضطرابات النقدية التي عصفت بلبنان بلد الجمال والموضة والذوق الرفيع وذلك منذ عام 2019، فضلا عن التحديات التي تواجه الأطباء والمرضى، وفوق ذلك لا يزال الإقبال مستمرا باعتباره متنفسا ومجالا لتعزيز الثقة بالنفس.
ويتمثل الطب التجميلي بمجموعة ممارسات طبية بغية تحسين مظهر الشخص الخارجي، بما يشمل التقليل من آثار الشيخوخة عبر استخدام زمرة متنوعة من الاساليب وأوجه التدخل الطبي. وتنتشر هذه التكنولوجيا بشكل واسع محليا وهي تعتمد وسائل طبية متعددة لا يقوم بها إلا طبيب متخصص، والتي تندرج ضمن الأعمال الطبية التي تجذب الكثير من غير اللبنانيين في إطار الطب السياحي. ومنذ العام 2012 اتخذت وزارة الصحة العامة اللبنانية مجموعة من الإجراءات لتنظيم هذا القطاع وإبعاد المتدخلين به من غير الاختصاصيين؛ والجدير ذكره ان الطب التجميلي بدأ في بداية سبعينات القرن الماضي وتحديدا في الجامعة اليسوعية.
تنوع لا مثيل له!
مما لا شك فيه، ان مهارات شد الوجه كثيرة ومتعددة ومن البديهي استحداث أجهزة وطرق جديدة لحشو الوجه غير حقن الفيلر والبوتكس المتعارف عليها. على مقلب آخر، أصبح البوتكس يحقن في أماكن قد تكون غير مألوفة للبعض وبالتالي لم يعد مقتصرا على الأسلوب التقليدي او الكلاسيكي أي حقن الجبهة وحول العينيين كما كان في السابق؛ لا بل بات يحقن في عضلة “البلاتيزما” والذقن والرقبة والفكين وحتى خطوط الابتسامة وفوق الشفاه. ومع تقدم الطب لا سيما الجراحات التصحيحية ظهرت علاجات جديدة كإبرة الكالسيوم او “اباتيت الكالسيوم ” “RADIESSE” وهي حقنة تستعمل لإبراز خط الفك واستعادة حجم الخدين والتخلص من الشيخوخة وترهل الجلد. وتستمر نتائجها لمدة قد تصل الى عام في حال اظهار الملامح و3 أعوام في حال ملء التجاعيد.
“Bio Stimulations”
وفي الإطار، قالت الدكتورة المتخصصة بالطب التجميلي والجلد غادة قصير لـ “الديار”: “انتشرت في الآونة الأخيرة ابر نسميها “Bio Stimulations “او التحفيز الحيوي، والهدف من استعمال هذه الحقن الحصول على كولاجين جديد والذي يبدأ مع العمر بالتراجع، لذلك نحن بحاجة لإعادته الى الجسم وبالتالي تحريض الـ “Fibroblast” او الخلايا الليفية وهي تنتج نوعين من البروتينات وهما: الكولاجين والايلاستين، وتعتبر في غاية الأهمية للحفاظ على رطوبة البشرة وتعمل على تقويتها ومرونتها وتعيد نضارتها وتشدها”.
اضافت: “يوجد أنواع كثيرة من الحقن التي يمكن استخدامها وغالبا ما يؤدي الحقن في الوجه، لمدة طويلة من التأثير أي بحدود العامين وأحيانا أكثر وذلك مرتبط بنوعية الابرة المعتمدة”.
أهمية “الكالسيوم” للوجه
اشارت قصير الى “ان الأهمية الكبرى لـ “ابرة الكالسيوم” ويتم حقنها داخل الوجه وهي مادة هلامية شبيهة بالجل تعطي شعورا باردا وهذا السائل يبني الكولاجين ويحفز الجسم على إنتاج المزيد منه وهذه المادة تشبه الى حد ما الكالسيوم؛ ومن الممكن توظيفها في مجالات طبية أخرى كونها تشبه الكالسيوم القائم في العظم والاسنان وسماكة هذه المادة تجعل الجلد أكثر كثافة. لذلك ما بين التحفيز وحقن هذه الابرة نحصل على وجه مشدود وتعتبر آمنة”.
واستكملت، “بالمقابل ذاعت تكنولوجيات جديدة تساعد في اثارة الكولاجين وتدعم الجسم بالمواد البيولوجية الضرورية؛ كالحقن التي تحتوي على مادة “البوليلاكتيك” او “PLLA” ومهمة هذه المواد التغلغل الى الطبقات العميقة. وهذه تعمل على تحديد خلايا البشرة ومليء التجاويف لشد الوجه والتخلص من التجاعيد والخطوط الدقيقة التي تظهر على سطح الآدمة”.
“على الرغم من الاليات المستحدثة مؤخرا لكن هذه الابر باختلاف اسمائها وماركاتها تعتمد على تحريك الالتهاب بالجسم والتعامل مع هذا الجسم الغريب من خلال تحفيز افراز مواد مثل الكولاجين والايلاستين والتي من شأنها شد الوجه ومنح الجلد النضارة والحيوية”.
“الهيالورونيك اسيد”
وتابعت، “الى جانب ذلك، نقوم بحقن الهيالورنيك اسيد بالجلد مثل “البروفيلو” و “المايزوتيرابي” عن طريق خلط هذا الحمض بمواد أخرى مثل الفيتامينات و “البيبتيد” ومواد مشابهة للبوتكس لتعطينا شد ونضارة للوجه ولكن الترطيب جراء استعمال هذه المواد يكاد يفوق نتائج الشد”.
PCL
تطرقت قصير الى تقنية أيضا جديدة تعرف بـ PCL وعملها حثّ الكولاجين وزيادة سماكة الجلد وتعمل على تأخير الشيخوخة. و “Poly-Capro-Lactone” مهارة جديدة تستخدم لرفع وشد الوجه والرقبة كما تحسن ملمس البشرة”.
Exosomes
وشرحت “عن هذه الآلية وتعتبر من أحدث التقنيات البيولوجية الواعدة في مجال الطب التجديدي الحيوي، لتجديد شباب وحيوية البشرة ومعالجة المشكلات الجلدية كالجروح والحروق وحب الشباب والندب والتصبغات. ويحرك “الاكسوزوم” الكولاجين في المناطق المراد علاجها فيتضاعف الايلاستين؛ وهو حامل للمواد الأخرى مثل “Growth factors” او فيتامين “C” او “الهيالورونيك اسيد” وتوصّل هذه التكنولوجيا العناصر الى الخلية مباشرة لذلك نستعين بهذا التكنيك”.
Combination Therapy
وختمت: “من المهم الجمع بين العلاج والتقنيات التي تحفز الكولاجين وتقوي العضل وتشده مثل “الالترا سوند” و “الراديوفراكونس” والتي تُزاد على كل ما ذكرته سابقا لتعطينا نتائج أفضل وخيالية”.