2024- 12 - 27   |   بحث في الموقع  
logo عن وضع الجنوب.. هذا ما أعلنه المكتب الإعلاميّ لميقاتي logo سنة التحولات الانقلابية logo القضية الفلسطينية في الرابطة الثقافية.. logo الفري يستنكر الإهمال وعدم الرقابة التي أدت إلى انهيار مبنى في الميناء ويطالب بصيانة آليات البلديات والاطفاء والدفاع المدني واعطاء عناصرهم حقوقهم logo إسرائيل تعترض صاروخاً يمنياً جديداً.. معركة طويلة مع الحوثيين؟ logo قرار تاريخي لريال مدريد logo كيف يواكب قطاع تأجير السيارات موسم الأعياد؟ logo الفري يهنئ مطارنة طرابلس بالاعياد..
محمد دياب محققاً مذكرات الوهاب: حمامة السلام بين "الوَفديين"
2024-01-20 12:55:39

صدرت عن دار "مرايا" في القاهرة "مذكرات محمد عبد الوهاب": جمع وتحقيق وتقديم الصحافي والناقد محمد دياب."يضم هذا الكتاب بين دفتيه مذكرات محمد عبد الوهاب الموسيقار الذي طبع صوته وموسيقاه القرن العشرين في مصر والعالم العربي، واحدة منها كان نشرها في مجلة "الإثنين الفكاهه والكواكب" العام 1938، والثانية نشرها في مجلة "الكواكب" العام 1954، وهما تكملان بعضهما بعضاً، كاشفتين عن حقب من تاريخ مصر الفني والإجتماعي والسياسي، منذ صعود نجم عبد الوهاب الفني في آتون الحرب العالمية الأولى في عهد السلطان حسين كامل العام 1916 منذ كان طفلاً فقيراً يسكن في حي باب الشعرية حين قبله الفنان فوزي الجزايرلي في فرقته المسرحية منشداً ما بين فصول المسرحيات تحت اسم محمد البغدادي، مروراً بعهد الملك فؤاد وفاروق، وصولاً إلى عهد ثورة يوليو، وصعود نجمه السريع حتى تسيده المشهد الغنائي. وكيف طور شكل الموسيقى والغناء العربيين، وتودّد الطبقة الحاكمة والارستقراطية إليه، فمن صداقته لأمير الشعراء ومجالسته لسعد باشا زغول زعيم الأمة، وصداقاته الحميمية بزعماء حزب الوفد مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد، وصولاً لأن تدعوه الملكة نازلي للسفر في صحبتها وبناتها الأميرات إلى أوروبا.



نُشرت المذكرات الأولى في مجلة "الإثنين الفكاهة والكواكب" على مدى تسعة عشر حلقة اعتباراً من العدد 195 الصادر بتاريخ 7 مارس 1938 وحتى العدد 213 بتاريخ 11 يوليو 1938 في وقت كان عبد الوهاب تسيّد المشهد الغنائي في مصر والعالم العربي وأصبح نجمه الأول بلا منازع، وأصبح متعهدو الحفلات يطلقون عليه لقب "مطرب الملوك" كما وصفته المذكرات أيضاً بهذه الصفة. وكان قد خاض مجال السينما وقدم ثلاثة أفلام "الوردة البيضاء" 1933 و"دموع الحب" 1935 و"يحيا الحب" 1937، وكلها للمخرج محمد كريم، وحققت نجاحات كبيرة حتى إن الفيلم الأخير تقرّرت إعادة عرضه بعد عام من عرضه الأول، في سينما "كوزمو" في سابقة كانت الأولى من نوعها بناء على طلب الجماهير.هذه المذكرات المنسيّة والمجهولة للموسيقار الكبير رواها في مرحلة مبكرة من حياته الفنية، بعد مرور نحو 21 عاماً من اشتغاله بالفن صبياً في الخامسة عشرة من عمره، نشرتها المجلة بعد انتهائها بأسابيع من نشر مذكرات الفنان نجيب الريحاني وكانت بدأت في نشرها العام 1937 تحت عنوان "مذكرات كشكش" في نحو خمسين حلقة، وعلى ما يبدو أنه كان مقرراً أن تصدر مذكرات عبد الوهاب في عدد مماثل من الحلقات غير أنها توقفت فجأة عند الحلقة التاسعة عشرة من دون أن تذكر المجلة أو تنوه بانتهائها في آخر حلقة نشرتها كما جرت العادة.المذكرات الثانية نشرت في مجلة "الكواكب" اعتباراً من العدد 140 الصادر بتاريخ 6 ابريل 1954، على مدى 23 أسبوعاً، ونشرت الحلقة الأخيرة منها في العدد رقم 162 الصادر بتاريخ السابع من سبتمبر 1954. المذكرات الثانية نشرت في مجلة "الكواكب" اعتباراً من العدد 140 الصادر بتاريخ 6 ابريل عام 1954، على مدى 23 أسبوعاً، ونشرت الحلقة الأخيرة منها في العدد رقم 162 الصادر بتاريخ السابع من سبتمبر عام 1954...كانت علاقة عبد الوهاب بشوقي ورحلاته الي العراق ولبنان هي القاسم المشترك بين المذكرات الأولى والثانية، غير أن مذكرات "الكواكب" انفردت بحديثه عن علاقته بالملك فاروق وبفصل خاص عن علاقاته بأقطاب حزب "الوفد" بداية من سعد باشا زغلول مروراً بالنحاس باشا رئيس الوزراء الأسبق ومكرم عبيد وعبد المجيد عبد الحق، الذي قدم أغنية خاصه له يحثّ فيها أهالي السيدة زينب على انتخابه عضواً في البرلمان بعنوان "تنتخبم مين عبد الحق" عام 1951 وكان عبد الحق يشغل منصب وزير العدل في حكومة الوفد، وهو الشقيق الأكبر للملحن عبد العظيم عبد الحق...


(الحلقة الخامسة من مذكرات عبد الوهاب يحكي فيها عن علاقته مع أحمد شوقي)إرتبط عبد الوهاب بصداقة حميمية مع النحاس باشا، حتى إن النحاس باشا شكل حكومته ذات مرة في منزل عبد الوهاب في الهرم بعدما تلقي إتصالاً من القصر الملكى بتكليفه بتشكيل الوزارة ، بعد حادث فبراير 1942، حسبما ذكر عبد الوهاب نفسه لمجدي العمروسي في كتابه عن الموسيقار، وكان عبد الوهاب هو حمامة السلام التي تصلح ذات البَين ما بين أقطاب الحزب في حال نشوب خلاف بينهم...غنّى عبد الوهاب في عرس النحاس، على زينب الوكيل، العام 1934، وقدم أغنية خاصة لهذه المناسبة من تأليف حسين عبد الحميد، تقول كلماتها "النيل يهني بفرحه شخصك الغالي/ والأمة تهتف وصوتها في الهتاف عالي / لمصطفاها العظيم والكوكب الهادي/ الله يبارك زواجك يازعيم النيل / وينصرك والوطن عالظالم العادي".المدهش أن علاقة عبد الوهاب بالنحاس باشا لم تنقطع بعد قيام ثورة يوليو، فقد زار النحاس وزينب الوكيل، عبد الوهاب في مستشفى "الكاتب"، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من شخص مختل عقلياً العام 1960 حسبما نشرت جريدة الأهرام أنذاك.تناولت مذكرات عبد الوهاب في "الأثنين" فصولاً من حياته وإبتعدت عن النمط الدارج في كتابة المذكرات في أن يبدأ الفنان في الحديث عن مولده ونشأته وبدايات عمله الفني إلى آخره، وقد صدرتها المجلة بهذه الكلمة في الحلقة الأولى منها: "الأستاذ محمد عبد الوهاب بدأ يضع مذكراته الخاصة، ولم يعمد في ذلك إلى التسلسل وربط الحوادث بعضها بالبعض الآخر، لكنه رأى أن يبادر في أوقات فراغه بكتابه ما مر به من الحوادث بحسب ما تؤاتيه بها ذاكرته ساعة التحرير بالذات".
تحدث عبد الوهاب في هذه المذكرات عن فترة عمله مع الشيخ سيد درويش في فرقته المسرحية، وعن محاولاته الأولى في التلحين بالإستعانة بالأخبار المنشورة في الصحف كي يلحنها، وعن قصة حب تركت أثراً في نفسه وعن ذكرياته مع صديقه شاعر الشباب أحمد رامي، وعلاقته بالشيخ علي محمود، ومغامراته وهو طفل في المدرسة وتلصصه كي يتمكن من الإستماع الي الشيخ سيد الصفتي، وعن معاناته في تصوير ديالوغ "محلا الحبيب بين المية وبين الأغصان" من فيلم "دموع الحب" في ترعة في السنبلاوين التي تغص بالناموس والحشرات، وهو الموقف نفسة الذي سيقصه علينا مجدداً في مذكرات "الكواكب" وسيتكرر الأمر مع مواقف أخرى من حياته كعلاقته بأمير الشعراء، ومغامراته في رحلاته إلى العراق وسوريا ولبنان، وانفردت هذه المذكرات بتضمنها حديثاً لعبد الوهاب عن تأثير كل من عبده الحامولي ومحمد عثمان في الغناء المصري.



محمد دياب



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top