قدمت قناة "المنار" حلقة ربورتاجية من قضية السجل الذهبي في الحركة الاستشهادية...إنهم الشهداء الأحياء..."جراح على طريق القدس"...حلقة صافعة لمن يتغنى بعشقه للحياة فاجراً، بينما في هذا الربورتاج الطويل نجد صناع حياتنا أكثر تواضعاً وعشقاً للشهادة كي تتفتح الزهور على نوافذ أيامنا وأطفالنا وأحلامنا، إنهم كبرياء التواصل، وعنفوان القصيدة، وغناء الكلام...
لا مجال للاستماع إلى عدونا المثرثر في الداخل وهو يجلس على اريكة من ذهب لكنها من "تنك" حينما أهل الجهاد يتحدثون عن جراحهم!
إنهم استشهاديون أحياء، إنهم بلسمنا لنفهم معنى الحياة، وعشقنا لنتعلم الدروس!
حلقة فيها دعسات الخيول الأصيلة، ورغم دموع المربي الشيخ عبد المنعم قبيسي العميقة ولم تخرج، وكلامه الروحاني المجبول بالوجع الداخلي حيث الصراخ، ورغم محاولة الزميلة منار صباغ أن تتمالك كل كلها وتغييب دورها كمذيعة بل كانت إنسانة تطرز جرحها بخيوط من ذهب الإحساس وعنفوان النطق...لا نحسدها على انغماسها ببركان الهدوء وهي تغسل روحها بدموع تنتظر النافذة الناطقة الصارخة!
لقطات أخذت بذكاء التصوير، والربورتاجات الداعمة الشريكة الثرية أوقعتنا بالدهشة والبكاء، وتأكد لنا أن جراح جرحانا حيث يتكتمون على الجراح روحاً من الفخر!
جراح جرحانا...كبرياء العنف...
إنهم أحياء يختارهم الله من بين خلقة ليدافعوا عن الذين أمنوا...إنهم نور الإخلاص ...
من أين يأتون بكل هذا الصبر، وكيف يزرعون فينا الآجر وبكل ما أصابهم شركاء في أن نستمر بحياتنا؟!
كيف يزرعون المعنويات في أرواحهم وفينا رغم اصاباتهم الصعبه؟!
كيف باستطاعة هذا الاستشهادي المضحي أن يبتسم وهو الجريح وهو الجرح القوي وهو الصابر على الجراح وهو الوجع وهو الأمل والانتظار والانظار...؟!
كيف يستعدون لأيام الشفاء ويعودون بعدها إلى أرض الجبهة من أجل الشهادة، يصممون على النضال ما بعد الإصابة في حينه للوصول إلى رفاق الجهاد كي يُسعفون، وما بعد معادلة الإصابة الجراح كأنههم في نزهة في استراحة مرحلية؟!
للجريح جامعة يُدرس فيها من كُتب أوجاعه، ويؤكد في كل لحظة أن الله معهم وبينهم وسلاحهم وتنهيدة عميقة ترسم خلفها نور المعشوق!
لقد طبعت الكرامة في روح الجريح الشهيد الحي، وقدم روحه هدية من أجلنا، والله هو من وهب الهدية تلك...
ما بين أمير ورضوان وحيدرة وملاك وجهاد وباقر...إنهم صناع المعنويات، عفواً يصنعون لنا الدنيا، ويقطعون شهوة الحياة!
جريح على طريق القدس عطر الأيام الجاية، والبلسم للأوقات الصعبة، إنه الشهيد الحي، ومشوار من صبر الراية
وحكاية للأحلام الصلبة!
جرحانا أمة وفاء، بصمة في التاريخ الحكيم، ونعمة من الرحمن كي نتعلم كل يوم منهم ومن مشاهدتهم!
الجريح عندهم جريمة، وفعل الخبيثة!
والشهداء الأحياء عندنا يرافقون الروح، ومنارة العقيدة، وتمنيات الصلاة، ودرب الفلاح...جراح جرحانا تحيك الانتصارات
وشريكة في البقاء...!