على الرغم من كل الضوابط، يبقى الجنوب رازحاً تحت تداعيات التخبط الإسرائيلي والقلق من نزوح المستوطنين لأول مرة في تاريخ الكيان الإسرائيلي. فنتيجة لهذا الجنون، ورفض حزب الله تقديم تطمينات لإسرائيل عبر اموفدين الدوليين وآخرهم آموس هوكشتاين، تصاعدت الهمجية الإسرائيلية عبر أعنف الغارات من يومين، إضافة إلى القصف المدفعي المكثف. وقد استهدفت الغارات اليوم سهل القليلة بأكثر من غارة وكذلك عيتا الشعب، كما طال القصف المدفعي مروحين والبستان ومارون الراس.

في المقابل، واصلَ حزب الله توجيه الرسائل النارية، فقصف اليوم ثكنة ليمان بصلية من عشرين صاروخاً في عمق الجليل الغربي، كما واصل قصف مستوطنة المطلة. كما استعمل صواريخ "بركان" في استهداف المواقع العدوة في مزارع شبعا.

وعلى خط الحرب في غزة، وفي وقت استمرت العمليات الفلسطينية ضد قوات الإحتلال، اعتبر رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنهم "سيواصلون القتال حتى النصر الكامل وعودة المختطفين والقضاء على حماس".

وعلى الجانب الإقليمي من المواجهة، لا تزال تداعيات القصف الإيراني لكردستان العراق تخيم على العلاقات الداخلية العراقية، والعراقية – الإيرانية. فقد أعلن العراق أنه سيقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، ورأى وزير الخارجية العراقي فؤاد خسين في حديث صحفي أن "إيران لا تستطيع ضرب إسرائيل وهاجمت بلداً صديقاً وحليفاً".

وفي المواقف من الإستهداف الأميركي لليمن، رأت الخارجية الروسية أن "التحالف الأميركي لا يأخذ في الاعتبار مقتل المدنيين في اليمن ودول أخرى".

داخلياً، وفيما غادر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للمشاركة في أعمال مؤتمر دافوس، يلفُّ الجمود القاتل الملفات المختلفة، ولا سيما الملف الرئاسي الموضوع في الثلاجة في انتظار إما صحوة داخلية مفقودة، أو نضوج للتسوية الشاملة برعاية أميركية وتحديداً على خد الحدود الجنوبية. وفي ظل هذا الوضع انبرى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ليخلط الحابل بالنابل كعادته ويثير الغبار حول سلوكياته المتناقضة سياسياً. فقد هاجم التيار الوطني الحر من بوابة مواقف ميقاتي من ربط الحرب في الجنوب بوقف الحرب في غزة، معتبراً أنَّ "محور الممانعة والتيار الوطني الحر وبعض المستقلين، يتحمّلون جميعهم مسؤولية ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في لبنان، في حال استمرت حكومة تصريف الأعمال في عدم تحمل مسؤولياتها من خلال تبنيها موقف محور الممانعة".

وقد استدعى هذا التهجم رداً عنيفاً من التيار الوطني الحر الذي أكد عبر حسابه على "إكس" أن الحقد أعمى السيد سمير جعجع لدرجة أنه لا يستطيع أن يرى أن التيار الوطني الحر غير مشارك إطلاقا بأعمال الحكومة لا بل هو المعارض الوحيد بين القوى السياسية لكل أفعالها غير الميثاقية وغير الدستورية واللاشرعية أو قانونية، فيما هو يغطي علنا جلساتها غير المقبولة وقراراتها ومراسيمها غير المسموحة". وقد ختم "التيار" بيانه بالتوجه لجعجع: "قليلاً من الحكمة يا "حكيم".

وفي جانب مختلف، لفتت زيارة مدير المخابرات القبرصي تاسوس تزيونيس إلى لبنان والي التقى القيادات الأمنية ومن بينها قائد الجيش، وقد تمحورت الزيارة حول طلبات قبرص مواجهة رحيل النزاحين السوريين من لبنان إليها.