أعاد زخم حركة الموفدين الدوليين الى لبنان تحريك المياه الراكدة سياسياً على مختلف الاصعدة، وردت الانباء عن زيارة يقوم بها كل من المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني الى بيروت، الروح الى ملف انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة على الملف الرئاسي ان اللجنة الخماسية ستعقد اجتماعاً نهاية الاسبوع الجاري لبحث الوضع في لبنان على ضوء التطورات الامنية في الجنوب وتداعيات حرب غزة.
وتؤكد المعلومات ان المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا سيشارك في الاجتماع على ان يزور بيروت بعد ذلك لوضع المسؤولين في اجواء اللقاء.
اما الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي سيزور لبنان منتصف الشهر الجاري، فلا يبدو انه سيحمل معه اي طرح جديد. خاصة وان الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قد قطع الطريق امام حل اي ملف قبل وقف العدوان على غزة، اذ قال “ليس لدي شيئ باللبناني لأقوله لا بالرئاسة ولا بغير الرئاسة”.
اضف، الى ان مواقف مختلف القوى السياسية من المبادرة الفرنسية التي اعلنت تأييد وصول رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الى رئاسة الجمهورية، لا تزال على حالها، وعليه لن يكون لدى لودريان او سواه ما يعرضونه على السياسيين.
وتغمز المصادر من زاوية ان حزب الله، في حال خروجه من الحرب منتصراً، فهو لن يقبل هذه المرة بتسوية شبيهة بالعام ٢٠٠٦، بل وكونه الطرف الاقوى، سيطلب حتما قبض ثمن وقف الحرب “كاش” سياسياً في مختلف الملفات من رئاسة الجمهورية، الى التعيينات الادارية، دون اغفال الترسيم البري جنوباً.
الى ذلك، لم يعد خافيا ًعلى احد ان عملية “طوفان الاقصى” والاحداث التي نتجت عنها، ادت الى خلط اوراق عدة اقليمياً، ليس الملف الرئاسي اللبناني بمنأى عنها. ما ادى الى اقتناع معظم الافرقاء السياسيين بأن المفتاح الوحيد لانتخابات رئاسة الجمهورية هو لبناني – لبناني، وبأن لا بديل عن الحوار الى ذلك سبيلاً.
وفي وقت ادى فيه التمديد لمدة عام لقائد الجيش العماد جوزيف عون الى ابعاده من السباق الرئاسي، ولو مؤقتاً، يبدو ان المرشح الجدي الوحيد لملء الشغور في قصر بعبدا هو سليمان فرنجيه، الذي لا يزال متشبثاً بترشحه في وجه تقاطع هجين هدفه قطع الطريق عليه لأسباب شخصية بحتة ولا تمت الى المصلحة الوطنية بصلة .
وسط كل ما يجري، يقف رئيس مجلس النواب نبيه بري مفكّراً، وهو الذي لطالما استنبط الحلول لمختلف معضلات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفيما ينقل زواره عنه انه لم تعد في جعبته اية مبادرات باستثناء اقناع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بانتخاب سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية، يدرك ان هذه الخطوة ان حصلت فإنها ستواجه اما بمقاطعة الفريق الآخر لجلسات الانتخاب، او بتطيير النصاب ما يبقي الملف الرئاسي في نفس الحلقة المفرغة التي يدور بها منذ عام ونيّف.
امام هذا الوضع الشائك والمعقد، ينتظر الفرقاء السياسيون نتائج الحراك الخارجي عله يخرج من قبعة احدى الدول “رئيساً”، وعسى أن لا يكون الإنتظار طويلا جدا!..