2024- 12 - 27   |   بحث في الموقع  
logo نصيحة دولية للبنان: إنتخبوا رئيساً .. سورية أصبحت أولوية!.. عبدالكافي الصمد logo عندما لا يكون الدستور في خدمة السياسة تنشأ الأعراف الدستورية!.. بقلم: حمد رستم logo هل يكون قائد الجيش رئيس الضرورة الوطنية؟.. بقلم: العميد منذر الايوبي logo إسرائيل المتوغِّلة في لبنان: معضلة "الحزب" بالردّ أو عدمه logo العودة إلى دمشق: عشوائية جرمانا وحميمية باب توما (3) logo حلب وادلب: منافسة شرسة بين الليرتين التركية والسورية.. والدولار logo الأزمة المالية والحرب تحجب أزمة السجون: حياة أقرب للموت logo لأوّل مرّة منذ عامين: تركيا تخفّض فوائدها
عماد مغنية لا زال حياً...إعجاز شهداء نعرفهم والشمس تحيك حكاياتهم! (جهاد أيوب)
2023-12-15 14:23:58

مع كل زفة شهيد للمقاومة من قبل الإعلام الحربي نصاب بإندهاش اللحظة، وتغمرنا عاطفة جامحة إلى أن الشهيد يخصنا وشقيقنا ومن خبايا روحنا!
كوكبة تُفرض علينا دون إرادة، تغازل المكان واللحظة، وتصفعنا كل في موقعه، بذرة أينعت، وشجرة غرزت بأرض تعرف قيمتها، وترغب بمزيد من دماء باركها الرحمن...وما سر هؤلاء؟!
 كأنهم إخوة لنا في التراب وفي الحياة ومع الأيام، أو شاهدناهم منذ قليل، مروا بالقرب منا، رموا التحية بخجل، عانقوا الأرض، وصنعوا سهماً ربانياً من سحر الإعجاز، ورمونا بسهمهم حتى أصبنا بداء الخجل من تواضعهم واندفاعهم وتضحياتهم، وعدم ثرثاراتهم ونحن نيام، ونعيش براحة وبصورة طبيعية!  
نراقب ملامحهم القاسية من كثرة السهر على أمننا، ولكثرة تحدي الثلوج ولهيب النار ونحن في المطاعم ومع وسائل التدفئة وبين شاطئ البحر!
ندرس ملامحهم الطيبة لكثرة مطر تواضعهم وجمال روحهم وانشغالهم بهمومنا دون ضجة! 
ونتعمق بالفضول المشرقي البشري لنحاول لملمة أخبارهم، والبحث عن سوالفهم، وباندفاع الاندفاع نكتشف أنهم يعيشون مثلنا، ولكنهم ليسوا مثلنا في حب الدنيا، نجدهم طلاب جامعات واطباء وعمال وأصحاب الأحلام المقبلة، تخلوا عن احلامهم من أجل أحلامنا، وابتعدوا عن التنافس معنا في مراكز الدنيا إلى عرس الشهادة حيث التنافس إلى الله...
الآن ندرك سبب ابتسامتهم الدائمة وتواضعهم المبتهج ...!
إنهم يعرفون ما لا نعرف، وينتظرون ما لا ننتظر، ويواكبوب الطمئنينة!
مع كل زفة خبرهم نقول : "نعرفهم وبالحقيقة لا نعرفهم، تسامرنا معاً وتناقشنا وكانت الابتسامة تاجهم والتواضع ايمانهم والصمت سيدهم والعنفوان يتربع في نظراتهم..."!
كأن الشمس احاكت لا بل تحيك حكاياتهم وسيرتهم، وتفرضها علينا فنحن وبفضل المقاومة أصبحنا أمة لا تلعب بدماء الشهداء...إنه الإعجاز الذي يفرضه علينا خبر الاستشهاد واسم الشهيد والنظر إلى صورة الشهيد حيث تقمصنا الحكاية للحظات تؤثر بنا ما دمنا أحياء!
النظر إلى الصورة بعد الشهادة تجعل من الزمن يرتجف ويقف للحظات!
 الصورة التي نصبت أمامك للشهداء ناطقة، وكم نجد من حولها بريقاً متوهجاً من صنع الملائكة، إنه الطهر ودماء الأيقونة وحكاية الاسطورة وعزة المواقف حتى يتربع الوطن بما حمل من تناقضات في راحة الاستقلال!
أذكر حينما شاهدت والد الشهيد علي إدريس سلمان " عباس" ابن عرمتى متحدثاً بعز وفخر سارعت إلى قراءة صورة الشهيد الجامعي، ملامحه تؤكد أنه من عائلتك، ومطواع في التواضع والتهذيب...  قررت المشاركة في التشييع بالضاحية الجنوبية من بيروت إلى جانب الشهداء حسين علي دقدوق " جواد" وحسين عصام طه " أبو تراب" مع لمحة دامعة على صورهم تعترف بغبار الحضور وتفاهة أعداء الداخل وخطر ينتظرنا من أعداء الحياة إسرائيل النازية وأميركا الإرهابية والغرب الكاذب وأعراب الردة والكفر...!
وأنت في حضرتهم من المستحيل أن ينشغل بالك بغير عظمة كبرياء وقرابة ومعرفة وقراءة ملامح الشهداء، إنها الاسطورة الربانية في عظمة دور الشهيد وملامح الشهيد وتأثير الشهيد، ورغم ذاك الحزن نصاب بسعادة الانتماء إلى هذه الكوكبة، هل اصبنا بلوثة العباطة أو أن تأثير الدماء العفيفة تفرض الابتسامة؟
في التشييع لمحت القائد الصانع عماد مغنية قرب القبر...!
إنه الشبه الكبير...بلا تخيلات وأنت في الحزن العميق!
لا زال عماد واضحاً، ولا زالت نظراتي تهاجمه...لا بد من عزل الخوف، والاقتراب منه...!
هل صحيح عماد المقاومة لا زال حياً؟
هل صحيح أرز الوطن مغنية هو محرك المقاومة في كل محاورها من فلسطين إلى لبنان بيننا؟
هل يتقبل مجد لبنان عماد مغنية تحيتي، ويتلطف بالرد على اسئلتي؟
المسافة تصغر، وملامح سنديان المقاومة عماد مغنية هي عماد مغنية...!

ولا أدري ماذا حدث...وفجأة، لمحة من عاصفة هواء شغلت ناظري لأعاود تصحيح البصر بعد أن اقتربت من الهدف، لأجد الغياب الكلي للمقصود المعهود!
لا أريد المزيد من الأسئلة فالمقصود كان حاضراً  وإلا أين الشبيه؟!
كان مشاركاً في الزفة التحية العائلة، وإلا أين اختفت الملامح البصمة؟!
بعد أن أغلق عماد المقاومة خُطة النار أصر أن يشاركنا احتفالات الدم الذي سينبت الانتصار المقبل...وهذا ما حدث معي خلال تشييع شهداء طريق القدس، ولهذا عماد مغنية لا يزال حياً...




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top