أُقفل الأسبوع على تصعيد كبير شهده جنوب لبنان بين الإستهداف الإسرائيلي وعمليات المقاومة المُحكمة. وفي حين استمر استهداف المواقع المدنية من قبل إسرائيل، والقصف المدفعي الذي طاول بلدات عدة، ردّ حزب الله بضرب مواقع عسكرية بالصواريخ الموجهة، في قاعدة بيت هليل ومواقع رويسات العلم وزبدين والرادار وحانيتا وراميا والراهب. أما في قطاع غزة فكانت فصائل المقاومة الفلسطينية ترد على الغارات الإسرائيلية، بمزيد من استهداف الدبابات والمشاة، كما أعلنت اليوم الأحد "كتائب القسام" عن تفجير مدخل أحد الأنفاق في أحد الوحدات المتوغلة.
على أن الأخطر في جنوب لبنان ليس العودة إلى التصعيد في حدّ ذاتها. ذلك أن اشتداد حدة القتال على الحدود الجنوبية، يترافق مع حملة أميركية وغربية كبيرة لجهة تطبيق القرار 1701 في الجانب اللبناني فحسب، مع ترك القدرة العسكرية الإسرائيلية تصول وتجول من دون حسيبٍ أو رقيب. ومن شأن هذا المشهد من حدة التجاذب المتداخل مع الضغوط الأميركية والغربية، أن يلقي بثقله على الحسابات الداخلية والرهانات السياسية، والتي انعكست في غضب جان إيف لودريان من مبدئية التيار الوطني الحر ورئيسه إزاء التمديد لقائد الجيش.
وفي المواقف، كرر البطريرك الماروني بشارة الراعي موقفه المؤيد للتمديد، رابطاً بينه وبين الحفاظ على الأمن والإستقرار، مجدداً الدعوة للنواب إلى انتخاب رئيس للجمهورية. أما من جهة حزب اله فكان نوابه وأركانه يشددون على مقاومة إسرائيل ومواجهتها، هذا في وقت لا يزال حسم التعاطي مع ملف التمديد العسكري ضبابياً ومجهولاً.