2024- 11 - 25   |   بحث في الموقع  
logo "غزة من المسافة صفر": 3 جوائز بمهرجان القاهرة السينمائي logo مقترضون من "سوسيتيه جنرال": غرامات تفوق 50% الأقساط الشهرية logo اتفاق الهدنة: هل تقبل به إسرائيل وتتخلى عن أطماعها؟ logo الحرب إلى أقصاها.. والمواجهة الإيرانية-الإسرائيلية تحتدم logo واشنطن ولبنان: اهتمام مكثف فإهمال! logo بعد حادثة فاريا... حادثة مستفزة جديدة تهز الزلقا: "الله أكبر" داخل الكنيسة (فيديو) logo 3 شهداء في الغارة على زبقين logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأحد
المخرج سمير طحان لـ «الأنباء»: «نجمة» غرّد خارج السرب
2023-12-02 21:45:35

دمشق - هدى العبود

بعد مرور أكثر من عام على الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت الحدود التركية- السورية صبيحة يوم السادس من فبراير، كشفت التقارير عن أن أعداد الضحايا من الدولتين لامست سقف الخمسين ألف قتيل وأكثر من 120 ألف جريح ومصاب ومفقود، في واحدة من أبشع الكوارث الطبيعية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال عقود طويلة وأكثرها إيقاعا بالخسائر.

ومع كون الزلازل تحديدا تعد واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية إيلاما بالنسبة للبشر في كل مكان وزمان، والمادة الخام للإثارة والرعب والدراما والخوف من المجهول، كان من البديهي أن تحتل هذه الظاهرة تحديدا مكانة متقدمة في الإنتاج السينمائي، من أجل تسليط الضوء على أهوال الهزات الأرضية، فكان أن أنتج عالميا ستة أفلام جسدت الدمار الذي تخلفه، وتنقل للمشاهد شعور الفزع باهتزاز الأرض من تحته وسقوط السقف من فوقه.

وفي هذا الصدد لم تغفل وزارة الثقافة السورية والمؤسسة العامة للسينما عن إنتاج فيلم سينمائي بعنوان «نجمة» جسد الحالة السورية جراء الزلزال وتداعياته.

وللوقوف على أهمية فيلم «نجمة» السينمائي، التقت «الأنباء» المخرج والكاتب سمير طحان، والذي قال: بداية فيلم «نجمة» يعالج وجع الفقد عند الأطفال، فعالم الأطفال عالم شديد الدقة والخطورة لأن الطفل يتمتع بذكاء فطري وحواسه ترصد تفاصيل التفاصيل اليومية التي تحدث معه سواء من معاملة الأهل له بالمنزل وصولا الى المرافق له شخصيا للحضانة او المدرسة في المرحلة الابتدائية، ببساطة هذه الفترة هي التي تشكل الرؤية الصحيحة للطفل ويبنى عليها مستقبله في مراحل الشباب للوصول الى الرجولة، والنص الأساسي للفيلم حاز جائزة «أفضل سيناريو للأطفال» عام 2015 في المؤسسة العامة للسينما، إلا أنني أجريت تعديلات عليه من أجل الوصول الى تصويره مؤخرا، والسبب الزلزال الذي وقع في شهر فبراير الماضي بسورية، والفيضان بمدينة درنة الليبية مؤخرا. هذان الحدثان الأكثر رؤية للأطفال والمجتمع من حوادث جرت منذ قرون مثلا، وما زال مجتمعنا في سورية وتركيا وليبيا يعاني من آثارها المجتمعية والبنيوية والسيكولوجية حتى الآن، علما ان اسم الفيلم بنسخته الأولى كان «الدمية المحاصرة» ويعتبر بالنسبة لي ككاتب ومخرج وإعلامي أول نص سينمائي قمت بكتابته.

وعن مضمون الفيلم، قال المخرج والكاتب طحان: يتناول قصة طفلة هجرت مع عائلتها بفعل الإرهاب لكنها لم تصطحب معها لعبتها لتعيش حزنا كبيرا في مراكز الإيواء جراء فقدانها، لكن تشاء الظروف أن تزور المركز فنانة متطوعة مع مجموعة من الشباب للقيام بنشاط ترفيهي للأطفال، ألا أن تفكير الطفلة كان يدور حول لعبتها التي تركتها في منزلها قبل أن تهاجر مع أهلها وتغادر منزلها بمقتنيات طفولتها، هنا الكاميرا ستظهر توق تلك الطفلة لإعادة لعبتها، وبرأيي هنا إسقاط على آلام السوريين جراء خسارة ممتلكاتهم وذكرياتهم، من خلال تجسيد دور هذه الطفلة لخسارتها للعبتها التي اختصرت المأساة السورية، من هنا فكرت في إعادة معالجة النص دراميا لحدث جديد، الا وهو الزلزال بما يتماشى مع الكارثة الكبيرة، وأضفت شخصية طفلة أخرى ليكون لدينا شقيقتان تعانيان من فقدان لعبتهما «نجمة» مع التعمق في خط درامي آخر على خلفية الحكاية الأساسية يظهر الفقد الإنساني الحقيقي الذي عانى منه الكثير من منكوبي الزلزال، والاهم أن إدارة المؤسسة رحبت بالطرح الجديد للنص ومعالجته الدقيقة لكارثة الزلزال من مستويين، أولاهما معاناة الأطفال جراء الزلزال وآثاره المدمرة، والثاني ما أصاب العائلات المنكوبة من جروح إنسانية بليغة وكيفية معالجة تلك الآثار المؤلمة المدمرة لبنيان الأسرة السورية، درجت العادة أن يتناول الإعلام في غالبيته عمالة الأطفال بشكل أساسي والآثار السلبية على طفولتهم وأحلامهم البريئة لكن فيلم «نجمة» غرد خارج السرب.

وعن أهمية تناول موضوعات متنوعة عن الأطفال عبر أفلام سينمائية، أجاب طحان: للعلم كان مشروعي في السينما خلال سنوات الحرب قضايا الأطفال على تنوعها وخاصة الشرائح الأكثر تضررا منها، فعالجت قضية اليتم في فيلمي «إشارة حمرا» و«رائد فضاء»، وقضية التشرد في «قضبان المدينة»، وعمالة الأطفال في «أماني»، وقضية فقدان الرعاية الأسرية في «بوظة»، وهنا أعالج الفقد، الإنساني للطفولة فكان هدفي إلقاء الضوء على هذه المواهب ودعمها والغوص في تفاصيل حياة الطفولة من هذه الشرائح المنكوبة، والهدف تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمعرفي والسيكولوجي لهم ومعالجة جروحهم التي عانوا منها في أعمار صغيرة من أجل معالجتها نفسيا وصحيا وماديا، وأرى أنه من المهم العمل على كل القضايا التي تخص الأطفال، فلا يزال لدينا الكثير للحديث عنه والعمل عليه، وأؤمن كمخرج وككاتب وإعلامي أنه ليس هناك مستقبل مشرق لأي شعب دون حاضر قوي لأبنائه، وهذا ما أحاول المساهمة فيه بما امتلك من إمكانات ضمن الفرص المحدودة التي تتاح لي مع شركاء حقيقيين مؤمنين بهذا المشروع الثقافي والمعرفي والوطني المهم.

وتوجهت «الأنباء» للدكتور عمر النمر الاخصائي في الإرشاد النفسي والاختصاصي بتدريب طواقم الدعم النفسي عن طريق الأنشطة والألعاب للوقوف على تفسير الأطفال للكوارث وأثرها على نفسيتهم، فقال: يعتقد الأهالي أن الأطفال بعيدين عن الإدراك للكوارث التي تحصل، وأن عقلهم الصغير لا يستوعب تأثير تلك الكوارث عليهم وعلى أسرهم وعلى المجتمع، لكن الحقيقة هي أن الأطفال يفسرون الكوارث والمصائب التي تحدث أمام أعينهم على أنها خطر شخصي لهم وللمقربين منهم، مهما كان عمر الطفل أثناء الكارثة، لذلك من المهم أن يتحدث معه المقربون منه، خاصة الأب والأم بشأن أفكاره عما يحدث من كوارث وعدم التخفيف منها أو الاستخفاف بها.

وأضاف النمر: ببساطة القلق الناجم عن الكوارث يصيب الجميع، لكنه قد يصبح أكثر حدة عند الأطفال، وهذا مثبت في علوم طب النفس بالنسبة للأطفال بأن السلوك المرتبط بالقلق، مثل التبول في الفراش أو مص الإبهام أو الخوف من النوم منفردا، قد تعاود ظهورها المفاجئ، حتى بعد زوال السبب المباشر للقلق، لكن بعض الأمور تبقى كامنة، حتى تأتي كارثة أخرى ربما تكون بعيدة كل البعد، بيد أنها تتسبب في معاودة مظاهر القلق مرة أخرى.

وتابع: قد تختلف علامات القلق من الكوارث مثل «الزلازل والحروب والفيضانات» بسن ما قبل المدرسة عما بعدها، وعلاج تلك الآثار يكون من خلال المزيد من التلامس الجسدي مع الأم، ليشعر بالأمان، كما يجب أن تبقى على تواصل دائم معه، من خلال الألعاب والحديث معه حول الكارثة ومفهومها لديه، والمشاهد التي أثرت فيه، والحرص على الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها الصغير، لأن ذلك يوفر له الأمان النفسي وهو بأمس الحاجة اليه، وللإضاءة أكثر فإن الأطفال يتأثرون بكارثة تحل بالأسرة مثل فقد الوالدين لأشخاص مقربين كفقد «الأب أو الأم أو الأخ أو الجد والجدة» هنا يتأثر الطفل بهذه الحالة ويكون أكثر قلقا بشأن الأم أو الأب «لأنهم مصدر الأمن والأمان بالنسبة له»، وهنا يجب اطلاعه على كل التفاصيل، بل وإشراكه في محاولات تخفيف الكارثة على المقربين منه.

وختم د.النمر حديثه حول هذه الحالة الصعبة والمهمة بالنسبة للطفل ضاربا مثالا عاشه أطفال العالم بكافة فئاته العمرية ألا وهو الزلزال الأخير الذي ضرب سورية وتركيا والفيضان الذي حصل بمدينة درنة الليبية مؤخرا، حيث شوهدت صور لأطفال بأعمار مختلفة يتم انتشالهم من تحت الأنقاض مع ذويهم أو حتى من دونهم، وقال: هذه الكوارث الطبيعية والأخطار الكبيرة تلقي بظلالها على الصغار، وقد تسبب لهم اضطرابات ما بعد الصدمة، والخوف لدى هذه الفئة العمرية يمكن أن يأتي بأشكال متعددة، وهم إلى ذلك يتأثرون بالحدث بحسب درجة تضررهم منه، سواء بدمار منزلهم أو فقدان أسرهم، أو حتى الخوف من التعرض لهزة أرضية أخرى، لذا ينصح خبراء الصحة النفسية الأهالي بالاهتمام بمخاوف الأطفال والاستماع إليهم جيدا، والاستعانة بمعالجين متخصصين في حال لم يكن الطفل قادرا على تقبل الوضع، كما أوصى الخبراء بتعليم الأطفال قواعد السلامة الأساسية للتعامل مع الكوارث، مثل التزام الهدوء وعدم الفزع والانتظار إلى حين وصول المساعدة أو زوال الخطر أثناء الزلزال.

يذكر أن فيلم «نجمة» من تأليف وإخراج: الإعلامي سمير طحان، بطولة: النجمة القديرة مي مرهج، فراس الفقير، عبير بيطار، آيات الطرش، والأطفال يانا العائدي وشهد الشطة ونور الدين طحان وغيرهم، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.



safir el shamal



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top