دمشق - هدى العبود
سبق لـ «الأنباء» أن استمعت للممثل الكبير نزار أبوحجر عن معاناته منذ أن كان صغيرا، وحقيقة لم نطلب منه أن يفجر قنبلة إنسانية حول مسيرة طفل عاش في الميتم لمدة عامين، وعمل وهو صغير لمساعدة والدته في تربيته وتربية إخوته، لكنه اليوم فعلا فجّر هذه القنبلة التي كنا سابقا قد اطلعنا عليها ولم ننشرها بناء على طلبه في ذلك الوقت، ترى ماذا قال الفنان القدير نزار أبوحجر وبما أفاض صدره من ذكريات ربما تكون بالنسبة له جميلة ومؤلمة في الوقت نفسه؟
قال أبوحجر: «أنا أبي تزوج أول مرة وكان مو بسورية، مسافر، وكانت زوجته تعامله بكل قساوة وكانت ترمي له فرشتو من البرندا وانفصلوا كان عمره 65 سنة، وهاجر من فلسطين وأجا للشام وكان يدعي ويقول: «يا رب ابعتلي وحدة حبها وتحبني»، وقت أجا للشام تعرف على وحدة يلي هي أمي، وأحبها وحبتو وجاب منها 14 ولدا ومن بيناتهم أنا، ووقت أبي كان عم ينازع على فراشو قالتلو أمي «يا أبوحسن بدك شي».. وقلها «قومي».. وقضوا هالليلة ورحل أبي، وبعد 3 أيام حملت أمي بالولد الـ 14 وكان أبي عمرو بوقتها فوق التسعين».
وتابع: «أمي من عيلة فنية وهي امرأة صالحة، وحبتو لأبي وتعلقت فيه، بنت عمها سعاد حسني ونجاة الصغيرة، أنا وقت كنت بالصف الرابع تركت المدرسة مع إني كنت شاطر كتير، ورحت أشتغل وأبيع علكة حتى أصرف على أمي وأخواتي ونعيش، ومرة كنت جنب سينما الحمرا بالشام قام دعسني باص وزتني قدام السينما، وشاءت الأقدار إني أشتغل بهالسينما أغسلها واكنسها وانضفها وانا طفل، وصحيت على حالي وقلت لازم أستأنف دراستي، وبالفعل أخدت الابتدائية وأنا عم أنضف وأكنس المسرح بالسينما، أخدت الثانوية وأنا عم أكنسه وأنضفه وأمسحه، ودخلت عالجامعة كلية الفلسفة وما حبيت أترك المسرح وتحولت لحارس له، وأخدت شهادة الفلسفة وكملت وصرت معيدا بالجامعة أدرس الطلاب وأنا حارس بالمسرح بعدني».
وأكمل: «بالمسرح ما حبيت أتركو وكنت أحضر كل المسرحيات واكتسبت خبرة ووقت قدمت لصير ممثل نجحت بامتياز وكانوا ما بدهم يفحصوني لأنوا مكتسب خبرة كبيرة من شغلي بالمسرح وقت كنت مسحو وكنسو ونضفو وأحضر مسرحيات». يذكر أن شقيق الفنان نزار أبوحجر، الذي أنجبته والدتي جراء قضاء تلك الليلة الأخيرة مع والده قبل وفاته بثلاثة أيام، يعتبر أكبر مدرس للرياضيات والفيزياء بسورية وخرج أجيالا بمادتي الرياضيات والفيزياء.