دمشق - هدى العبود
قدمت مديرية المسارح والموسيقى في المسرح القومي العرض المسرحي «الغنمة»، إعداد وإخراج زين طيار، وذلك على خشبة مسرح الحمراء بدمشق. نص العمل مستوحى من «سترة من المخملين» للكاتب المسرحي البلغاري ستانيسلاف ستراتييف (1941-2000)، وكان هدفه معالجة مسألة البيروقراطية بالمجتمع، وحاول المخرج طيارة تحميل النص مقاربات مشابهة لواقع وحياة المجتمع السوري.
وعلى هامش العرض، تحدث الممثلون لـ «الأنباء»، وبدأ الفنان خالد النجار قائلا عن شخصية «إيفان» التي يجسدها في العرض: «إيفان» أستاذ جامعي مرموق متمسك بمبادئه، لكنه يواجه الكثير من الضغوطات بسبب شرائه سترة مكسوة بشعر الغنم وعليه تدور الأحداث.
بدوره، قال الممثل حسام الشاه: مشاركتي هذه أتت بعد انقطاع دام 8 سنوات، وبالنسبة لشخصية «المعلق» التي أجسدها فهي إسقاط على واقع تعيشه غالبية الناس الذين ينتظرون الإفراج عنهم من المصعد المعطل.
أما الممثلة سوزان سكاف فقالت: أقدم دور الزوجة «استكانا» الطيبة كثيرة الكلام كباقي النساء والتي تخاف من زوجها. فيما قالت القديرة الممثلة تماضر غانم عن دورها إنها تلعب شخصية المستخدمة التي تتفاعل مع الجميع داخل المؤسسة والمراجعين لها.
وعرضت مسرحية «الغنمة» على خشبة مسرح الحمراء بدمشق وشارك فيها كل من: أيهم عيشة وأحمد حجازي ورولا طهماز وخالد مولوي ونجاة محمد وأنطوان ميخائيل، وأعدها المخرج زين طيار عن نص بلغاري بعنوان «الغنمة»، ومن العنوان نلاحظ أن هناك اختزالا لقصة تقدم حكاية عالم اللسانيات إيفان أنطونوف (خالد النجار) الرافض لتجميل أوبار سترته الصوف بعد أن يتعرض للتنمر من قبل طلاب في الجامعة، فيقرر أن يلجأ إلى جمعية زراعية مهمتها حلق صوف الأغنام والتخلص من أوبارها الزائدة في سترته، لكن ذلك لم يمر مرور الكرام، فالحلاق الزراعي يدون في سجلاته الرسمية أنه قام بجز وبر غنمة، وهذا ما يرتب على الأستاذ الجامعي دفع رسوم للدولة البلغارية لقاء ملكيته لغنمة في منزله.
من هنا تبدأ دوامة مراجعة الدوائر الرسمية الروتينية بالنسبة لـ «إيفان»، لكنها مع الأسف لم تجد نفعا، فقام برفع قضية على الدولة، متخذا إجراءات لم توصله إلى نتيجة، فيحتج على الظلم الذي عانى منه وتظاهر سلميا، ما حدا بأحد المدراء بتسجيل حادثة جز وبر صوف سترة «إيفان» لمصلحة غنمة وهمية قام بذبحها للتغطية على القضية التي صارت مثار جدل لدى الرأي العام، ومن ثم يقيم هذا المدير وليمة على شرف موظف لم يبلغ سن التقاعد، وإيهام الجميع بأن المائدة ما هي سوى حفلة وداع لزميله في العمل الذي لم يبلغ بعد الستين من عمره.
المسرحية فيها معاناة بمعان عديدة تطول أي مكان وقع الظلم عليه، فكان المسرح السوري مكانا مناسبا للفنانين السوريين والمخرجين الذين تعمقوا في أهمية المسرح ومعالجته للقضايا وإلقاء الضوء عليها.