هذه الاناشيد، وهذا الغناء ليس ترفاً، ولا هو للترفيه والتخدير والتسويق، أو أهدافه مغمسة بالباطل خارج التحرر، ويتعمد زرع الخمول في نفوس الاحرار والغباء المطلوب، والهبل المقصود...
وليس بعداً سياسياً جامداً برسائل ضيقة الانتشار والأهداف...إنه الفن الطالع من ظلم الأرض، وسرقة أحلام الناس، وتضحيات ملح فلسطين المحتلة، هذه الأغاني تشبه الحالة المجابهة وتقرير المصير، إنها مقاومة لا تشبه غير المقاومة!
ما أن انطلقت عملية رد الفعل ضد المحتل الصهيوني 7 أكتوبر " طوفان الأقصى" - غزة حتى انطلقت مجموعة أعمال غنائية تدل عن واقع المرحلة، المشروع الموجوع، النصر العميق، والدماء التي تروي أرض الأجداد، مجموعة كبيرة ظهرت كجزء من مقاومة، كصوت المطر، هي شريكة بالمعركة ما بين الحق والباطل!
جاء اللحن شبيه بأعمال العسكر بكل نغماته، أما الشعر والنثر والكلام هو الأصل والغاية والهدف والمناصرة، اعتمد على صور واقعية مباشرة فيها صدى لوجع الناس بعناوين ذات السهم الهدف
الفعل...الكلام استنهاض خارج إحباط الجماهير المقاومة، وفعلاً لهكذا حدث، ولن نشير إلى نقد للأعمال بقدر عرضها، والإشارة إليها، وحضورها الأكبر في لحظات تختلف عن كل اللحظات، أعمال يراهن عليها في هكذا أزمات تكون شريكة بالمعركة بالنصر!
من عناوين الأعمال التي بثت عبر الإذاعات المعنية والفضائيات المسؤولة تكتشف حقيقة الكلام، أعمال جديدة واخرى قديمة لكنها قليلة في وقت استمرت بعض الدول العربية الإسلامية بتقديم مهرجانات ساذجة تخدر العقول والتاريخ مع نجمات عاريات ونجوم يعيشون الفراغات، ومع ذلك لم تؤثر في هذه الجولة القرار، ومن هذه الأغاني والاناشيد نذكر:
* ما تستسلم للمحتل، * بعد 7 أكتوبر غير، * ما بيقدروا على رجالنا بيقدروا على أطفالنا.. معليش نحن المنتصرين، * الله أكبر، * ع تراب الأقصى ما منساوم، * سأصلي بالقدس، * على طريق القدس، * يلا مشو معنا عافلسطين، * سلام لغزة، * يابن الدروع إرميها، * يا قاتلاً، * يا شهقة حلم، * يا بلاد الأنبياء يا صلاة الشهداء.. أنت قدس الله، * ارمي ارمي ارمي غضبك نار وبارود، * على طريق القدس " ديو"،* قوموا هزوا الأرض وهبوا وربوا الماعرفوا يتربوا، * اضرب اضرب إلى تل أبيب، * أُناديكم، * نحن للقدس فداء، * خلي السلاح صاحي،* ارسم خريطة القدس عاصمة السيادة، * انهض للثورة والثأر، * يا أرض العزة بالشهدا اعتزي، * اسمع اسمع انا نخل الأرض اسمع أبداً لا لست اركع، * يا فلسطين لم تهزمي، * هذه حضارتكم هذه ثقافتكم، * عاصمة السيادة، * طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع، * يا أسود الله يا أبطال غزة، *هيا هبه يا نشامة، * زغردي يا يمة رايح أخذ بالثأر، * مثلما قاتلوكم قاتلوهم، * غير الله ما لينا، * بركان الغضب، * ها أنت يا قدس، * من كل أرض، * سنعبر ، * حقي إلى ما بعود، * ارهبتوا الموكب كوفية وبروح القائد مغنية...
كل هذه الأعمال جاءت من أصوات لها طول باع في هذا النوع من الاناشيد والغناء، بينما مشاهير الغناء ونجوم الكذبة غابوا كلياً، وربما معين شريف الوحيد قدم عملاً هادفاً أما غيره فتجاهلوا الغناء والتعليق حتى لا يغضب عليهم شيوخ السعودية والإمارات ويفقدوا الإقامة الذهبية، وخرج علينا كاظم الساهر بقناع ليس موفقاً، وهارباً من أخذ الموقف المشرف مع أهله، ومتلاعباً بالدفاع عن أرضه، خرج ليغني للسلام في وقت إسرائيل الإرهابية تقتل الأطفال والشجر والحجر، فكيف يكون السلام مع هكذا إجرام!؟!
جاء أداء وغناء من قدم أعمال المعركة أكثر صدقاً ومن غير أقنعة وأولهم علي العطار، خالد عوض، مارسيل خليفة، احمد قعبور، فرقة الأباء الانشادية، فرقة الشهيد القائد، إسحاق نور الدين، حسن حرب، الشيخ حسين الاكرف، عيسى نزار الدرازي، علي عساف ...
نأسف أن أصحاب الشهرة في الغناء خسروا قيمتهم في معركة كرامة الوطن، وذهبوا إلى مهرجانات عربية خاصة مهرجان الرياض، مهرجانات قصد منها رسائل خبيثة تستخف بدماء غزة والشعب الفلسطيني وحق شعوبنا بالمقاومة العربية الإسلامية!