هذا التصعيد الإسرائيلي زاد من غليانِ الجبهة الجنوبية، التي شهدت أعنفَ عمليات القصف الصاروخي من حزب الله، سواء نحو المواقع العسكرية، أم إزاء مستوطنات الجليل التي تلقت نحو خمسين صاروخاً، فأقرن حزب الله القول بالفعل والرد بالرد المناسب واحدها كان مماثلاً لغارة الأمس، وذلك لتكريس سياسة الردع المضبوطة بالحدود الدقيقة والتناسب في النار. وفي غزة كانت الغارات لا تزال مستمرة، تعويضاً عن نقص الرد الإسرائيلي العاجز حتى الساعة عن إسكات القذائف الفلسطينية المضادة للدبابات والكمائن التي تستهدف وحدات المشاة. هذا في وقت أكدت الخارجية القطرية موعد الهدنة الذي يبدأ صباح الغد الجمعة الساعة السابعة صباحاً، والتي تبقى قيد التجربة ونيات إسرائيل، في ظل التشدد الجنوني داخل حكومة الحرب، التي أكد صقورها بقيادة بن غفير العودةَ السريعة إلى الحرب فور انتهاء الهدنة.
لبنانياً، عكسَ الرئيس العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل التضامن الكامل مع الحق اللبناني ومع النفسيّة المقاوِمة، عبر اتصاليَ تعزية بالنائب رعد الذي كان يشيع مع حزب الله نجله اليوم الخميس، إلى جانب الشهداء الآخرين، وقد أبرزتْ تعزيةُ باسيل التأكيدَ على حماية لبنان وقيامته الحتمية.
وفي حفل تشييع عباس محمد رعد، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفيّ الدين استمرار المقاومة، مشدداً على أنه "حينما يلجأ نتنياهو إلى الصفقة يعني أنّه عاجز عن تحرير الأسرى بالقوّة وعاجز عن القضاء على حماس".
وفي موازاة ذلك، سُجلت في بكركي زيارة من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الذي أكد منطق الحوار والوحدة، وفي المقابل شدد البطريرك بشارة الراعي على التضامن مع حزب الله وجميع اللبنانيين، مؤكداً أنه سيعزّي النائب رعد باستشهاد نجله.
لكن على خط آخر، تتواصل المواقف السياسية المعارضة لحزب الله ولمنطق المقاومة العسكرية، استحضار القرار 1701 والشرعية الدولية، كعنوانين وحيدين لحماية لبنان، مع العلم أن كل القرارات الدولية لم تكن يوماً عاملاً في تحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي، أم من كل سطوة غريبة. وعلى مستوى آخر، سُجل اتصال بين الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي بنائب وزير الخارجية الروسية ميخئايل بوغدانوف، تناول التصعيد الحالي وتداعياته على لبنان.