معاناة مضاعفة وظروف إنسانية مأساوية يعيشها النازحون الذين يقطن بعضهم في خيم بسيطة في قطاع غزة مع حلول موسم الشتاء وما يحمله معه من برد وأمطار. pic.twitter.com/Bg3aIOG3x2
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) November 20, 2023
في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين أول 2023، جاء فصل الشتاء ليفاقم معاناة النازحين الذين تركهم القصف بلا مأوى، يواجهون البرد والمطر، وذلك في الوقت الذي حثت فيه منظمة العفو الدولية، الإثنين، 20 تشرين الثاني 2023 المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية على “اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لتسريع التحقيق في جرائم الحرب بقطاع غزة”.
وفي محاولة للاحتماء من القصف تارة وقساوة الشتاء تارة أخرى، لجأ النازحون إلى نصب خيام بمحيط “مستشفى ناصر” في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
شتاء قاسٍ وخيام مهلهلة ووضع مأساوي لأهل غزة
عند أول هطول للأمطار، ومع اشتداد الرياح في القطاع، بدت الخيام التي نصبها النازحون لتكون ملجأ لهم، مهلهلةً غير قادرة على الصمود، ولتشكيل هذه الخيام، استخدم النازحون ما تيسّر من أغراض وأكياس نايلون وأقمشة مهترئة وكرتون وألواح معدنية صدئة، تكاد لا تكون سوى حواجز وهمية بين الأجساد المثقلة بنار الحرب، وبرد الخارج.
ياسر الأخرسي، أبٌ نازح حاول تدفئة العائلة بإشعال النار باستخدام أي شيء داخل الخيمة، بينما تتسرب الرياح إلى الداخل، وفيما تغرق الأرضية بالوحل بفعل المطر، لا ينسى أن يحمد الله لأنه “رحمهم” ولم تهطل الأمطار بغزارة شديدة مع اندلاع الحرب قبل 45 يوماً.
وقال ياسر إنه اضطر لمغادرة منزله مع أطفاله الخائفين والمجيء إلى المخيم بجانب مستشفى ناصر قبل 17 يوماً، بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي مربعاً سكنياً كاملاً في حيّهم في شمال غزة.
أما رشا أبو ماضي، نازحة من سكان خان يونس، كانت تغسل الأطباق بما تيسر بمياه الأمطار، وأطفالها تحت أغطية شتوية للتغلب على برد داهمهم قبل أن تغافل الحرب والدتهم، وتمنعها من أن تفرد كسوة مناسبة لشتاء عنوانه التشريد القسري.
وقالت رشا: “أطفالنا صغار جداً، كان صعباً عليهم للغاية النوم في خيمة، والآن الطقس زاد الأمر صعوبة ونخاف أن يمرضوا بسبب البرد الشديد والمطر”.
النازح محمود أبو عنزة، قال: “نزحنا منذ أول يوم للحرب إلى مدرسة الشيخ جابر، وعندما استهدف مدخلها قصف إسرائيلي، أصبت بشظية سببت لي التهاباً شديداً وتورّماً في رجلي”.
وتابع: “جئنا إلى هذه الخيمة بعد أن أغرق المطر كل من في المدرسة عقب القصف، لكن وجدنا المشاكل نفسها”، بتسرب المطر والبرد إلى داخلها.
جمع بعض النازحين مياه الأمطار لشرب قطرات مياه نظيفة، بعدما فرض الحصار الإسرائيلي المطبق عليهم منذ نحو شهر ونصف، شرب مياه مالحة أو ملوّثة أو الموت عطشاً، بعد نفاد الوقود وتوقف محطات الكهرباء والمياه.
ويعيش نحو 1.5 مليون نازح جنوب القطاع أوضاعاً صعبة، بعد تركهم منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة في 7 تشرين الأول الماضي، ومعظمهم ينامون في الشوارع، وفق تصريحات سابقة للهلال الأحمر الفلسطيني.
لذلك، حثت منظمة العفو الدولية، الإثنين، المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية على “اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لتسريع التحقيق في جرائم الحرب بقطاع غزة”.
وأضافت المنظمة في بيان، أن القوات الإسرائيلية أظهرت مجدداً “لامبالاة تقشعر لها الأبدان إزاء الخسائر الكارثية التي لحقت بالمدنيين بسبب قصفها المستمر بلا هوادة لقطاع غزة”.
وفي إطار تحقيقاتها المستمرة في انتهاكات قوانين الحرب، وثقت منظمة العفو الدولية حالتين توضيحيتين قتلت فيهما الغارات الإسرائيلية 46 مدنياً، من بينهم 20 طفلاً، حسب المصدر نفسه.
وأشار البيان إلى أن “أكبر الضحايا في تلك الغارات امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً وأصغر الضحايا طفل يبلغ من العمر 3 أشهر”. وشددت المنظمة على أنه “يجب التحقيق في هذه الهجمات باعتبارها جرائم حرب”.
وأردف البيان: “نحث المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على اتخاذ إجراءات ملموسة فورية لتسريع التحقيق في جرائم الحرب وغيرها من الجرائم بموجب القانون الدولي”.
ومنذ 45 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل و3 آلاف و500 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.