2024- 12 - 28   |   بحث في الموقع  
logo كانديس أرديل لـ"المدن": عام 2024 كان الأكثر تحدياً لليونيفيل logo إسرائيل تتمادى بالانتقام.. ووزيرا الجيوش والخارجية الفرنسيان سيزوران لبنان logo أبرز الإنجازات التكنولوجية والعلمية والطبية للعام 2024 logo أمطار وصقيع.. وثلوج على هذا الإرتفاع! logo بالصور: جوازات السفر التي استخدمها رفعت الأسد ومرافقيه للسفر من بيروت logo "كذب أبيض": كيف تنبش مقبرة جماعية؟ logo 2024: الحصاد الحيّ في عام الحروب والبراكين logo سوريا: 112 ألف مختفٍ قسراً لم يُكشف مصيرهم بعد
شبح إيران في حرب إسرائيل على غزة (بسام مقداد)
2023-11-18 06:13:14


الخميس المنصرم في 16 الجاري كشفت وكالة Reuters ما قالت أنه مضمون الحديث الذي جرى مطلع الشهر بين المرشد الأعلى الإيراني وبين وفد حماس. وحسب مصادر الوكالة من حماس والمسؤولين الإيرانيين أبلغ المرشد وفد حماس بأن إيران لن تشارك في الحرب، لكنها ستواصل دعم الحركة. وبرر المرشد موقف إيران هذا بالقول " أنتم لم تبلغونا عن الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، ونحن لن نخوض الحرب نيابة عنكم". كما أبلغ المرشد أحد قادة حماس إسماعيل هنية بضرورة وقف توجيه الدعوات لإيران وحزب الله للمشاركة في الحرب. وفي الوقت عينه، لا تعترض إيران على الهجمات التي تشنها الجماعات الموالية لها على أهداف إسرائيلية وأمريكية في الشرق الأوسط، حسب ما نقل عن الوكالة المجمع الإعلامي الروسي الكبير RBC وسواه.
في اليوم عينه نقل موقع المجلس الروسي للعلاقات الدولية RIAC عن وزير الخارجية الروسي لافروف قوله في مقابلة مع موقع RT في 15 الجاري بأنه لا يعتبر أن إيران ولبنان يريدان "أي مشاركة" في هذه الحرب. وقال بأن الضربات المتبادلة "من حين لآخر" بين حزب الله وإسرائيل كانت تجري قبل 7 تشرين ألاول/اوكتوبر أيضاً. واستنادا إلى تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصرالله لا ترى روسيا أي رغبة من جانب الحزب بحرب أكبر إذا لم تكن هناك إستفزازات، وإذا تم تهجير الفلسطينيين من غزة، "ويمكن قول الشيء نفسه عن إيران".
يعرب لافروف عن تفهم روسيا لأهمية الأمن بالنسبة لإسرائيل التي لم يصدر عنها يوماً إشارة إلى عدم تقدير روسيا لهذه المسالة. ويذكّر بأن الإتحاد السوفياتي شارك في إقامة دولة إسرائيل وفي الدفاع عنها "بالسلاح والمتطوعين". ومنذ إعلانها دولة مستقلة، أخذت إسرائيل تصطدم بالمخاطر على الفور، "وكنا دوماً نعير الإهتمام لهذا". لكن لروسيا موقفاً تبلغه للحكومة الإسرائيلية، ويتلخص في أن "الأمن لا يشترى" على حساب رفض إقامة دولة فلسطينية وتقليص الأراضي المخصصة لإقامة هذه الدولة وفقاً لمنظور الأمم المتحدة.
تزامن تأكيد لافروف غير المقصود مع ما قاله خامنئي ويقوله نصرالله عن عدم مشاركة إيران والفصائل التابعة لها في الحرب إلى جانب حماس "إلا إذا..."، لا ينفي الحضور المباشر والبارز لشبح إيران وجميع الفصائل التابعة لها في كل تفاصيل حرب إسرائيل على غزة. كما أنه بارز الحضور في كل ما تأتيه إسرائيل في سياق هذه الحرب، بل وقبلها منذ أن ظهرت إيران الإسلامية وشكلت أذرعها في المنطقة. يعيد البعض رفض خامنئي المشاركة في الحرب إلى الرغبة في تفادي صدام مباشر مع الولايات المتحدة وأساطيلها المرابطة في شرق المتوسط. بينما يذهب آخرون إلى الإفتراض بأن الرفض قد يكون تكراراً لما سمي "فخ حماس" الذي نصبته لإسرائيل خلال أكثر من سنة بإيهامها أنها لم تعد راغبة في الحرب، ثم فاجأتها بهجوم 7 تشرين الأول/أوكتوبر.
من الواضح أن إسرائيل لم تولِ كلام خامنئي إهتماماً، بل تواصل جرائمها في غزة، ضاربة بعرض الحائط صورتها أمام الرأي العام العالمي، كما يرى بعض الإعلام الروسي. ويبدو أن "فخ حماس" يجعلها على أهبة الإستعداد لعدم الوقوع في "فخ إيران" وفصائلها في المنطقة.
موقع OrientalExpress الذي يعرف نفسه بأنه مجلة تهتم بشؤون الشرق الأوسط وآسيا، نشر في 15 الجاري نصاً بعنوان "لماذا لا تشارك إيران في الحرب؟"، وأرفقه بآخر ثانوي "الإيرانيون ينسقون مع حماس كل عملياتها، لكن من المحتمل أن تكون عملية حماس الآن قد فاجأت طهران". النص عبارة عن مقابلة أجرتها المجلة مع الخبير في الشؤون الإيرانية والباحث في مركز دراسة إيران ومعهد الأبحاث في شؤون الأمن القومي في جامعة تل أبيب الدكتور Raz Tsimt.
يشير الباحث إلى دعم إيران لحماس ومدها بالسلاح وتدريب المقاتلين، ويستبعد أن يكون "مثل هذا العمل الإرهابي" ممكنا دون ذلك. لكنه يقول بأن هذا لا يعني أن الإيرانيين كانوا على علم بالمواعيد وبكل جوانب العملية التي خططت لها حماس. فالمجموعة، برأيه، تفضل الإحتفاظ بنسبة من الإستقلالية وعدم تلقي الأوامر المباشرة من إيران، وإن كانت تنسق مع طهران وتجمعهما أهداف مشتركة.
يرى الباحث تطابقاً في مصالح إيران وحماس في إحباط تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، وفي إعادة القضية الفلسطينية إلى مركز الإهتمام العالمي. ويستنتج من القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل أن إيران وحماس تنسقان بينهما العمليات، لكن على إيران أن تتخذ القرار بما سيكون عليه الأمر بعد هجوم حماس الذي قد يكون فاجأها.
يعتبر الباحث أن إيران منخرطة في الحرب، فكل عمليات "محور المقاومة" ينسقها الإيرانيون. ويرى أربع مراحل لعمليات إيران ضد إسرائيل. المرحلة الأولى وامتدت أسبوعين حين حاربت حماس بمفردها متحملة عبء الحرب الأساسي، مع مشاركة محدودة للغاية من قبل حزب الله وحماس في لبنان.
المرحلة الثانية بدأت بعد الأسبوع الثاني، وذلك حين أخذت المجموعات الشيعية الموالية لإيران تشن هجمات على القواعد الأميركية في سوريا والعراق، وأخذ الحوثيون يقصفون إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة. إضافة إلى ذلك، يقول بأن ثمة أنباء غير مؤكدة حتى الآن بأن المجموعات الشيعية الموالية لإيران أخذت تنشط في سوريا. ويرى أن الوضع الآن يمر بالمرحلة الثانية التي تترافق مع تصعيد متدرج في عمليات حزب الله.
المرحلة الثالثة يراها الباحث بأنها الأخطر، وذلك حين ينخرط حزب الله كلياً في العمليات الحربية ضد إسرائيل. حالياً إيران وحزب الله لا يريدان ذلك لأسباب متعددة. فكما أظهر خطاب نصرالله الأخير، لا يزال الطرفان يؤمنان بأن إسرائيل لن تبلغ أهدافها في الحرب. ولا يريان بأساً في أن تضعف حماس، لكن الحرب ستنتهي قريبا، ولن تتمكن إسرائيل من تدمير هذه الجماعة، كما يعتقدون في طهران وبيروت. في هذه الحالة ليس من معنى لاستخدام كل قوات حزب الله التي تم إنشاؤها لاحتواء إسرائيل ومنعها من توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.
يعتقد الباحث أنه حتى لو توصلت إيران وحزب الله إلى القناعة بأن حماس على عتبة الإنهيار، لن تجازف طهران بزج كل قوات الحزب ضد إسرائيل، إذ ستبقى حينها بدون حماس وتقريباً دون حزب الله. وحينها قد تحل المرحلة الرابعة بانخراط القوات المسلحة الإيرانية بصورة مباشرة، وهو ما يستبعد حدوثه الباحث، "لأن مثل هذا السلوك ليس من طبع إيران".
صحيفة NG الروسية نشرت في 15 الجاري نصاً بعنوان "الصراع في غزة دفع إيران إلى مشاحنات داخل النخبة"، وأرفقه بآخر ثانوي "يدور جدل في طهران حول خيارات المشاركة في الحرب ضد إسرائيل".
استهل الكاتب Igor Subbotin نصه في الصحيفة بالإشارة إلى أن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني (المجلس) محمود عباس زاده مشكيني طالب باستقالة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، متهماً الوزارة بالتخلي عن الدور المركزي لإيران في تسوية الوضع بشأن فلسطين وعن نهج تدمير إسرائيل. ورأى النائب المحافظ ميشكيني أن الخارجية لم تبادر إلى تقديم إقتراح بعقد قمة "منظمة التعاون الإسلامي" في إيران بدل السعودية. وينقل الكاتب عن خبير المجلس الروسي للعلاقات الخارجية Nikita Smagin قوله بأن إتهام الخارجية الإيرانية بالتقصير ليس موضوعيا. فلم يكن بوسع طهران تنظيم قمة المنظمة الإسلامية، إذ كان من المستبعد حضور الكثيرين من الدول الأعضاء فيها.


بسام مقداد



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top