بغض النظر عن العوامل المساعِدة، أو القانونية المعرقِلة لمحاولات التمديد لقائد الجيش، بات واضحاً أن التهافت و"الإستقتال" في المطبخ الإعلامي – السياسي للتمديد فضحَ أهداف البدعة الدستورية والقانونية الكبيرة، لا بل أنه أوصل إلى نتيجة معاكسة. فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بات مُحاصراً بالنصائح القانونية عن تداعيات هذا الخرق الكبير، ما جعله يلجأ إلى الفتاوى القانونية لتبرير ارتكاب التمديد، في حال عدم الإنصات إلى النصائح.
وعلى هذا الأساس، تأجل البحث مجدداً في "تأجيل التسريح"، وهو عنوان تغطية التمديد، بناء على انتظار هذه الفتاوى القانونية. وفي المقابل، تتواصل الحملات الإعلامية والسياسية التي لا تفضح إلا تناقض أصحابها وشعاراتهم.
وعلى خط الحرب، تحول مستشفى "الشفاء" لا رمزاً لمقاومة الأطفال الشهداء والأطباء والممرضين للعدوانية الإسرائيلية، بل إلى تجويف أهداف الحرب الإسرائيلية، لا بل هشاشة قيادة الحرب عسكرياً وسياسياً، إلى درجة تحويل السيطرة على مستشفى "انتصاراً" للتعويض عن الفشل الميداني.
وفي هذا الإطار بقي المستشفى هدفاً للغارات العنيفة وللقصف المدفعي، في الوقت الذي واصلت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي من على مسافات قريبة للمدرعات ووحدات المشاة، كما أعلنت عن ذلك "سرايا القدس". في المقابل أقر جيش الاحتلال اليوم الخميس بمقتل نائب قائد سرية في الكتيبة 202 من لواء المظليين النقيب شلومو بن نون في المعارك شمال قطاع غزة.
وفي المواقف الدبلوماسية والتحركات، أكد وزير الخارجية المصري أنه لا توجد إرادة سياسية في إسرائيل لتطبيق حل الدولتين. إلى ذلك أعلنت الخارجية الفرنسية أنه ليس من حق "إسرائيل" أن تقرر من سيحكم غزة في المستقبل ويجب أن تكون غزة جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ومن جهته دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال زيارته إسرائيل إلى إفراج "فوري وغير مشروط" عن الأسرى في قطاع غزة.
وفي جنوب لبنان، ضربت المقاومة مواقع متعددة، في المطلة ومسكاف عام وتلة الكرنتينا في يارون، كما تعرضت مستوطنة شتولا للصواريخ. ومن جهتها عمدت إسرائيل إلى تنفيذ قصف مدفعي على أطراف بلدة عيتا الشعب ومرتفعات جبل الشيخ ومزرعة بسطرة، وغارة من الطيران الحربي أطراف اللبونة.