من المؤكد أن هناك قصصا مصورة للأبطال الخارقين تجعلكم تضحكون بينما تتكشف أحداث مأساوية للغاية، وهناك قصص مصورة حزينة وأخرى جادة وغيرها كئيبة، وإذا كنتم تحبون النوع الأول الذي ذكرناه فأغلب الظن أنكم ستقضون وقتا ممتعا مع فيلم «The Marvels»، حيث تقوم نيا داكوستا بتقديم إخراج يجعلكم تبتسمون لفترة طويلة بعد انتهاء شارة النهاية.
قصة الفيلم تضم 3 بطلات نساء خارقات وناجحات في عملهن، تتمتع كابتن مارفل (بري لارسون) بإنسانية أكثر مما سمحت لها السلسلة قبل هذه النقطة، وتمتاز مونيكا رامبو (تيونا باريس) بإشراقة وجرأة كما كانت دائما، أما مس مارفل (إيمان فيلاني) فهي تختطف الأضواء.
يتمحور الصراع الأساسي في «The Marvels» حول أخطاء كارول دانفرز (كابتن مارفل) في زمن الحرب وتداعياتها، والشريرة هنا هي دار بن (زاوي أشتون)، أحد الناجين من حرب كوكب «كري» الأهلية التي أعقبت تدمير كابتن مارفل لـ «Supreme Intelligence»، وهو الذكاء الاصطناعي الذي حكم كوكب «هالا» موطن «دار بن»، ويحتضر «هالا» نتيجة لذلك وأصبح على حافة الفناء، مما يجعل «دار بن» تسعى بكامل قواها لإنقاذه وشعبها، ويستمر الصراع مع الأشرار غير المتكاملين في المرحلة الخامسة.
تحصل «كارول» على فرصة لتكون شخصا أثناء تفكيرها بأخطائها، لكن لا نقصد بذلك أن هذا فيلم يركز على «كابتن مارفل»، إذ يركز بشكل كبير على جميع الشخصيات الرئيسية الثلاثة، حيث تحصل كل عضوة في المجموعة على قصة كاملة لشخصيتها، وتمنحهن لحظاتهن الختامية الفرصة للعثور على السلام أو الطريق للمضي قدما، ويمهد مشهد النهاية لأحداث مهمة جدا في هذا الكون وما بعده، ويتركنا نتساءل بحماس إلى أين يمكن أن يذهب كل هذا بعد ذلك؟
إن التعاون لوقف مؤامرة انتقامية بين المجرات لا يبدو كقصة «مضحكة»، ولكن قصة «The Marvels» مليئة بالمواقف المضحكة من البداية إلى النهاية، إنه يستحضر فكاهة «DC›s Legends of Tomorrow» أكثر من مرة، بل يقدم حتى بعض العناصر «التهريجية» عدة مرات في وقت مبكر، وينسجم كل ذلك بشكل جيد مع بعضه البعض من دون أن يكون على حساب اللحظات المظلمة في الفيلم.
يفهم «The Marvels» ببساطة أن العديد من الأشياء التي تتكشف في قصص الأبطال الخارقين (وخاصة هذه القصة) هي فكاهية للغاية، أو غريبة، أو غير مريحة، وليس لديها أي اهتمام بالجدية، ورغم احتوائه على بضعة مشاهد أقل من اللازم لكنه بشكل عام يعتبر تحسنا كبيرا مقارنة بأفلام «كون مارفل» السينمائي مؤخرا، كما ان المؤثرات البصرية هنا قوية جدا.
في النهاية لا يسعنا القول سوى أن المخرجة داكوستا تقدم فيلما خاليا من الحشو، ومليء بالمشاعر المؤثرة، وضحكات لا نهاية لها، ويمكنكم رؤية تفاصيل صغيرة من أسلوبها متناثرة في جميع أنحاء العمل.