لقد أصبح التطور التقني الهائل الذي شهدته البشرية خلال الأعوام الأخيرة واضحا على كل الأصعدة، كل ما تخيله العقل البشري تحول إلى أمر واقع بحت، وما كان محض خيال علمي قبل عشرين عاما أصبح واقعا ملموسا معتادا، نظارات تخلق واقعا افتراضيا، أجهزة صغيرة تربط العالم ببعضه البعض، سماؤنا المزدحمة بمئات الأقمار الاصطناعية، لقد تغير عالمنا دون شك، وقد نالت السينما حصتها الخاصة من التطور التقني وأصبحنا نسمع مصطلحات مثل كاميرات Imax وأفلام الـ3D، وبالطبع الـ «CGI» التقنية التي اكتسحت عالم الفن السابع وتعني «Computer Generated Imagery» أي الصور المولدة بالحاسوب والتي تم اختصارها الى «CGI» التقنية التي أولع بها مخرجو هوليوود.
لقد أصبحت الـ «CGI» منتشرة في كل مكان سواء في أفلام الأبطال الخارقين أو بأفلام الخيال العلمي، الجميع يريد «CGI» في عمله، ونادرا ما ترى فيلما خاليا منها بالسنوات الأخيرة، بل إن بعض المخرجين يتفاخرون بعدم استعمالها مثلما فعل كريستوفر نولان في فيلمه الأخير «Oppenheimer» الذي أعلن وبفخر أنه خال تماما من أي مؤثرات بصرية خاصة.
إن هذه التقنية ليست بالحداثة التي قد تتوقعها، إذ إن أول استخدام معروف لها كان تحفة هيتشكوك الرائعة «Vertigo» عام 1958 في افتتاحية الفيلم، لكن أول فيلم يستخدمها ضمن أحداثه فقد كان فيلم «Westworld» عام 1973 منذ ذلك الحين تطورت هذه التقنية حتى أصبح الاستغناء عنها صعبا.
يمكن القول إن الـ «CGI» تقنية ثورية في عالم الفن السابع دون شك، إذ إنها سمحت لمبدعيه بخلق عوالم خيالية مذهلة لإمتاع الجمهور وأصبحت جزءا أساسيا من الصناعة اليوم، لكنها وكأي تقنية أخرى سلاح ذو حدين ينبغي الحذر عند التعامل معه، حيث يمكن استخدامها لابتكار وخلق عوالم لا تصدق وأفلام تحطم شباك التذاكر أو يمكن لها أن تكون سببا لفشل الفيلم لو لم تستخدم كما يجب.
إن تقنية «CGI» رائعة بالفعل لكنها مكلفة جدا وصعبة بشكل لا يصدق، لذا فإن وجود الأخطاء عند استخدامها هو أمر شائع يمكن التغاضي عنه، لكن بعض الأفلام أساءت استخدام هذه التقنية بشكل محبط وتحولت إلى سبب لفشلها أحيانا.
الأمر لا يتعلق بتلك الأخطاء التي لا تقدر سوى العين الخبيرة على رصدها بل بأخطاء كارثية يمكن لطفل اكتشافها، في الواقع ورغم كل التطور التقني الذي طرأ على هذا المجال، إلا أننا لا نزال نشهد أفلاما احتوت كوارث بصرية غير قابلة للوصف جعلت تجربة المشاهدة مزعجة للغاية خاصة هذا العام الذي احتوى كوارث بصرية مؤسفة.
واليوم نقتحم هذا العالم المثير ونقدم لكم مجموعة من الأفلام المتنوعة التي امتلكت «CGI» كارثيا جعلها عرضة للنقد والهجوم الجماهيري من مبدأ استخدمه جيدا أو لا تستخدمه في الأساس، فلنبدأ معا: لا شك أن فيلم «دي سي» الذي صدر عام 2017 بعنوان «Justice League» نال قسطا وافرا من الحظ السيئ، لكن أسوأ ما حدث له كان الخلاف المفاجئ بين زاك سنايدر وإدارة الشركة بعد الانتحار الصادم لابنته، فقررت «دي سي» استبداله بجوس ويدون الذي أراد أن يصبغ الفيلم بنظرته الفنية الخاصة بشكل أقل ظلامية، وطالب بإعادة تصوير واسعة النطاق لكن لسوء حظه كان «سوبرمان» مشغولا بعمل آخر غير التحليق في الأجواء، حيث كان هنري كافيل بطلا من أبطال «Mission Impossible Fallout» ملزما بإبقاء شاربه طليقا، ولحل هذه المشكلة قام صناع الفيلم بإزالة الشارب بواسطة الـ «CGI» لكن النتيجة كانت فظيعة، إذ بدا شكل هنري غريبا، الأمر الذي حول الفيلم إلى نكتة لأسابيع عديدة في الإنترنت وخلق حالة جدل واسع بين أوساط محبي عالم «دي سي» السينمائي الذين عجزوا تماما عن تجاوز منظر هنري كافيل المربك.
وفي فيلم «Sonic the hedgehog» الذي انتج عام 2020 جاءت ردود الفعل على التريلر الأول كارثية دون شك، إذ كان شكل سونيك غريبا للغاية، فقد كانت أبعاد الوجه غير طبيعية، كما أن الفراء المستخدم جعله أشبه بقطة غاضبة مرعبة.
ولحسن الحظ امتلك صانعو الفيلم بُعد نظر جيد وقرروا تأجيل مشروعهم بضعة أشهر لإعادة تصميم الشخصية بشكل جذري الأمر الذي جعل الفيلم يحقق أرقام إيرادات مرتفعة رغم بعض أخطاء المؤثرات التي يمكن التغاضي عنها، وتوجد الكثير من الأفلام التي فشلت في استخدام تقنية «CGI» يمكن ذكرها في وقت لاحق.