-1 برزت في الأيام الاخيرة حملة سياسية إعلامية تهويلية مبرمجة تدعو للتمديد للعماد قائد الجيش بحجة الخوف من الفراغ في قيادة الجيش مع بلوغ قائده السن القانونية، وهي حملة ذات أهداف سياسية ليست خافية على احد، اذ يعرف الجميع انه لا يوجد أي احتمال لحصول الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية لأن الأمرة بالرتبة هي التي تحكم حتى في خلال الحرب فكيف خارجها، خصوصًا ان الحلول القانونية متوفرة وكثيرة لمنع اي فراغ، فلماذا اللجوء الى حلول غير دستورية وغير قانونية تسبّب الطعن والمراجعة فيها امام المجلس الدستوري او شورى الدولة.
كذلك فإن الحرص المستجد للبعض على الجيش، لا يلغي تاريخهم معه ولا تفكيرهم تجاهه، كما لا يلغي حرص التيار الوطني الحر على الجيش، وهو السبب الوحيد لرفض المساس والتلاعب به وبقوانينه واقحامه في السياسة.
ان الاحتكام للدستور وللقانون الذي احتاط لهذه الحالات هو الحل لمعالجة اي مشكلة، لذلك يحذر المجلس من أن أي مخالفة للقانون او اعتماد اي اجراء يضرب الدستور في الصميم كاستبدال صلاحيات الوزير بقرار لرئيس الحكومة وبمجلس الوزراء خاصةً بوجود الوزير،
او اعتماد نظريّات عجيبة تقلب كل الهرميّات في الدولة من الحكومة الى الوزارة الى الادارة العامة، او مخالفة مبدأ شمولية التشريع او اي مخالفة اخرى ستمسّ حكماً بوحدة المؤسسة العسكرية وانتظامها وستجعل اي اجراء مماثل ساقطًا وقابلًا للطعن لا بل منعدم الوجود Acte inexistant.
- 2 يبدي المجلس تعاطفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في ظل عملية الإبادة التي يتعرّض لها و الارهاب المنظّم الذي تمارسه دولة إسرائيل، ويسأل عن معنى وجود الأمم المتحدة اذا كانت عاجزة عن ايقاف جرائم حرب بحق الأطفال والمدنيين على مرأى من العالم اجمع. كما يجدّد المجلس السياسي رفضه المطلق لأي عمليات حربية تنفذها فصائل غير لبنانية من داخل الحدود اللبنانية ويعتبرها انتهاكًا للسيادة الوطنية، ويؤكد أن مقاومة العدوان الإسرائيلي عند وقوعه محصورة بالجيش اللبناني والشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية، وانّ في لبنان إجماعًا على عدم التورط في أي حرب مع التأكيد على حقه في التصدي لأي عدوان.
3 - يؤكد المجلس على التشاور الوطني الذي يجريه رئيسه بناء على ورقة النقاط الخمس التي من ضمنها ضرورة حصول انتخاب رئيس للجمهورية، اما بالتوافق بين الكتل النيابية أو بالذهاب إلى الاقتراع بحسب ما ينص عليه الدستور، ويعتبر المجلس أن استمرار التأخير في هذا الاستحقاق يحمّل أصحاب الشأن مسؤولية أخلاقيه ودستورية كبرى .
كذلك من ضمن نقاط الورقة وضع النازحين السوريين حيث ينبه المجلس السياسي إلى خطورة التغاضي عن الخطر الذي يمثله استمرار نزوح السوريين
وتزايد أعدادهم، في ظل تقاعس الحكومة عن القيام بواجباتها واصرار الغرب على تثبيت النازحين في لبنان، وعليه يدعو التيار الكتل النيابية والأحزاب والقوى السياسية إلى بلورة موقف عملي موحد يقوم على اعطاء دور فعّال للبلديّات يتيح لها أخذ اجراءات بحق كل المخالفين بحسب صلاحيات البلديات وهو حل يبدّد جزئياً ومرحلياً مخاوف اللبنانيين