على أن أولى الجولات لتمرير التمديد، شهدتْ تعثّراً اليوم الثلثاء مع عدم توفر النصاب لجلسة حكومة تصريف الأعمال اليوم. ومع أنَّ الجلسة ليست نهاية المطاف في المحاولات المتسارعة، لكنها مؤشر إلى انفضاح "مرتكبي" التمديد في حال إقراره، في ظل "التريث" الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في إطار تقاذف المسؤوليات مع حكومة ميقاتي حول من ينفّذ "البدعة".
أما على مستوى الحرب المستمرة فصولاً، فإن التقدم والتوغل المدرع الإسرائيلي في مدينة غزة ومفاصل القطاع، يُواجَه يومياً بمقاومة مستميتة. ذلك أن "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، يستمران في الإعلان عن كمائن لوحدات الدبابات والمشاة، وبالتالي رفع الخسائر البشرية والمادية في صفوف جيش الإحتلال الإسرائيلي. وفي هذا الإطار، أعلنت اليوم عن "الإجهاز على سبعة جنود إسرائيليين على محاور متعددة في شمال القطاع وغربه وجنوبه، مع استعمال أسلحة متعددة من بينها منظومة "رجوم" الصاروخية، كذلك استهدفت تل أبيب وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة بالصواريخ. وتكمن أهمية صمود الفصائل المقاوِمة، في بداية تململ أميركي ودعوات في واشنطن للإسراع في إنهاء العملية، قبل أن يتراكم مستوى الخسائر وتتصاعد الأصوات الداخلية المعارضة، في ظل ارتفاع نسبة الإعتراض الشعبي في عواصم أوروبا، بعد فترة أولى من الضغط والترهيب في الدول التي ضربت بعرض الحائط كل مبادئها وشعاراتها عن "الليبرالية" و"حرية التعبير".
وفي إطار الصراع الإقليمي والدولي، استمر استهداف قاعدة كونيكو الأميركية شرق سوريا والتي ضُربتْ اليوم بسبعة صواريخ، في وقت أعلن وزير الخارجية الأميركية أن أميركا وبريطانيا فرضتا عقوبات على أفراد وجماعات لها صلة بحماس.
وفي جنوب لبنان، واصلَ حزبُ الله استهداف المواقع على الحدود بالصواريخ الموجهة وقذائف الهاون. في هذا الوقت تتصاعد الحيرة على المستويات الحكومية والعسكرية الإسرائيلية، بين متهورٍ وداعٍ لتصعيد الحرب على لبنان، وبين من يدعو للتريث في فتح جبهة إضافية في الشمال، وفي طليعة أصحاب الرأي الثاني، وللمفارقة، رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو، التي ترتبط حساباته بمجموعة من الرهانات ذات الصلة بمستقبله السياسي القاتم في الكيان الإسرائيلي.