دمشق - هدى العبود
قالت الفنانة السورية سمر سامي في تصريح إعلامي: «أنا راضية عن شكلي كيف ما كان، لن أضيع في متاهة التجميل والتصابي، عمري جميل بكل مراحله».
وأضافت: «الناس تحبني لأنني أتعاطى مع الدور بعمق، وكل شخصية أقوم بها تلغي الحواجز بينها وبين شعور المتابع، وخلافا لما تقوله النساء أنا أجد في الرجل كائنا مسكينا يحمل أعباء أكبر من أعباء السيدات».
وتعتبر الفنانة سمر سامي من أوليات الفنانات اللاتي عملن في مجال السينما السورية فهي صاحبة موهبة فنية وثقافة واسعة وقدرة على أداء مختلف الشخصيات، علما انها لم تدرس التمثيل أكاديميا، بل لم تكمل المرحلة الابتدائية، لكنها تولت تعليم نفسها من خلال قراءة الكتب بشكل دوري.
وعملت في بداياتها مغنية في نادي «الموكامبو» في مدينة حلب، وأول من اكتشف موهبتها الفنية المخرج محمد فردوس أتاسي، فمنحها أول أدوارها التلفزيونية من خلال مسلسل «أحلام منتصف الليل» عام 1979، وانطلقت اثرها لتشارك بعشرات المسلسلات، مثل: «هجرة القلوب إلى القلوب، بنت الضرة، أهل الراية، الزير سالم، تخت شرقي، المنصة»، كما شاركت في عدد من الأفلام السينمائية، منها: «الكومبارس، أحلام منتصف الظهيرة، مطر أيلول، المصيدة، ليلى والذئاب، أمطار صيفية، ضياع في عيون خائنة،، تخت شرقي، رفة عين، الندم، العراب، شبابيك،، على قيد الحب»، والقائمة تطول، لتصل أعمالها الى ما يقارب مائة وخمسين عملا فنيا منوعا بين السينما والمسرح والدراما.
تميزت سامي بملامحها الطبيعية البعيدة كل البعد عن عمليات التجميل، وعمليات الحقن والنفخ، حتى انها تعتز بلون شعرها الأبيض، وتسند إليها في الآونة الأخيرة أدوار الأم، ومع ذلك تؤديها باقتدار وباختلاف من عمل لآخر.
يذكر ان الفنانة سمر سامي ولدت في مدينة حمص عام 1956، وذاقت مرارة اليتم في سن صغيرة، فتربت في أحضان والدتها وبين خالاتها، برعاية جدها ووالدتها.
وتتمتع سامي بثقافة واسعة، فهي شغوفة بالكتب والقراءة لأبعد حد، لكن اللافت في حياة الفنانة هو ثقافتها الواسعة، علما أنها تركت المدرسة في سن مبكرة، ولم تلتحق بالجامعة وتولت تعليم نفسها بنفسها.
وكان السبب وراء تركها المدرسة الابتدائية بسبب معاقبتها من قبل المعلمة على فعل لم ترتكبه، حيث دخلت إلى الصف الذي يعمه الشغب، ولاحظت صمت التلميذة الصغيرة سمر سامي وانشغالها بمراقبة الساحة الخارجية من النافذة، فأصرت على شملها مع البقية.
ونظرا للحساسية العالية التي كانت تتمتع بها أقرانها لم تحتمل عصا واحدة على يديها، فظلت صامتة عدة أيام ترفض الحديث وترفض الذهاب إلى المدرسة، وفي النهاية صارحت والدتها بالأمر وقد اتخذت قرار عدم العودة إلى مقاعد الدراسة.
عاشت سامي في عزلة عن الآخرين، مكتفية بالعوالم التي تزورها من خلال الكتب، الأمر الذي أقلق والدتها، فعرضت عليها أن تزور إحدى صديقاتها في دمشق، وكان لهذه الصديقة ابنة في مثل عمر سمر، ترقص في فرقة للفنون الشعبية.
هذه الزيارة غيرت حياة الشابة سمر سامي تماما، فقد رافقت صديقتها الجديدة في عرض لها في نادي «الموكامبو»، وهناك رآها مدير المكان، فطلب منها أن تغني، ليكتشف أن لديها صوتا جميلا، فعرض عليها العمل في النادي مطربة.
بدأت الفنانة سمر سامي مسيرتها الفنية مطربة شابة عام 1974، وبعد 4 سنوات من الغناء، قررت أن تنضم الى نقابة الفنانين السوريين مطربة، فتوجهت الى مبنى نقابة الفنانين في دمشق، وهناك التقت مصادفة بالمخرج محمد فردوس أتاسي، الذي كان يبحث عن شابة في مثل عمرها لدور في مسلسله «أحلام منتصف الليل» الذي عرض عام 1979.
تعيش الفنانة سمر سامي في بيتها منطقة جرمانا بريف دمشق، حيث تقضي فراغها في قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام، ولم تتزوج حتى الآن وبالتالي لم ترزق بالأبناء، ودائما ما تلاحقها أحاديث عن أنها تزوجت وأنجبت الفنانة الشابة دانا مارديني، نظرا للتشابه اللافت بينهما، لكن مارديني وسامي أكدتا عدم صحة ذلك عدة مرات.