وهكذا، مضى المطبلون والمزايدون والنافخون في بوق التمديد لقائد الجيش، وضرب قوانين المؤسسة العسكرية الشهيرة بانضباطها، في رفع السقوف واصطناع الأوهام عن وجود مخاطر على "الأمن القومي، كما عمدت إليه القوات اللبنانية اليوم في هجومها على التيار الوطني الحر ورئيسه، الذي يرفع وحيداً وعلناً لواء التزام الدستور والقانون ورفض البدع، في ملف تعيين انتهاء مدة خدمة العماد جوزف عون. وهذا إن دل على شيء، فعلى حجم التخبط والتوتر الذي يعانيه المزايدون، والمطبّلون.
وفي سياق مساعي التمديد، حطت كتلة "القوات" اليوم عند رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعلن النائب جورج عدوان أن الكتلة أخذت "وعدا من بري أنه سوف ينتظر حتى نهاية الشهر فقط لأنه يفضل أن يتم التمديد في مجلس الوزراء وبعد آخر الشهر سوف يعين جلسة وسيكون اقتراح تأجيل التسريح أول بند بين المشاريع المستعجلة".
في هذا الوقت، كان رئيسُ التيار الوطني الحر جبران باسيل يواصل سياسةَ مدِ الجسور وتعميقها. فقد خَلُصَ استقباله رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط في البترون، إلى تأكيد سياسة الإنفتاح، والتلاقي على حماية لبنان في مواجهة مخاطر الحرب، والقضايا النقابية والإجتماعية المشتركة. ومن شأن هذه السياسة أن تبني علاقة سليمة بين ما يمثله "التيار" و"الإشتراكي" في الجبل، وتعزز من نقاط التلاقي.
وفي موازاة الحيرة السياسية الداخلية، كانت "حرب الإستنزاف" تتعمّق في الجنوب، الذي تحول ساحة حرب حقيقية يومية، ترد فيه المقاومة على الغارات والقصف الإسرائيليين. واليوم الإثنين، عادت إسرائيل إلى سياسة استهداف الصحفيين وطواقمهم المنتشرة جنوباً، ما أدى إلى جرحى، كما سقط شهداء مجدداً في عيناثا. وفي المقابل، ازداد التوتر في القيادة الحكومية الإسرائيلية للحرب، لا بل الإنقسام بين بنيامين نتنياهو المتردد في فتح حرب شمالاً، وبين المتطرفين على يمينه وفي طليعتهم بن غفير، وللذين يطالبون بتوسيع الحرب على لبنان، توهماً منهم بإضعاف حزب الله.
أما في سياق الحرب على الشعب الفلسطيني، فقظ توقفت خدمات عدة في مستشفى الشفاء وسط استشراس إسرائيلي لانتصار شكلي في السيطرة على ما يعرف ب"مربع المشافي"، في مقابل استمرار فصائل المقاومة الفلسطينية في إيقاع الخسائر البشرية والمادية لدى جيش الإحتلال.
أما دبلوماسياً، فازدادت التسريبات حول اقتراب صفقة حول الأسرى بمساعٍ مصرية وقطرية وأميركية، في انتظار بلورتها وإعلانها.