كان مجرد الإعلان عن خطاب ثانٍ للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم السبت لمناسبة يوم شهيد حزب الله كافياً لاستنتاج ان شيئا جديداً سيقال وأن حدثاً ما سيحدث خصوصاً أنه ابقى كل الاحتمالات على الجبهة اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات عليها قائمة وواردة وبأن ما ستقدم عليه إسرائيل سيقابل برد أعنف واقوى.
يراهن الجميع على نتائج الخطاب غداً واذا ما كان قد وصل السيد للمرحلة الأخيرة من قراءة حرب اسرائيل على غزة وبشأن استمرارها بالتعدي على الحدود الجنوبية خصوصاً أنه اعتبر ان الحزب ليس محايدا وانه على اتم الجهوزية للمواجهة ويظهر ذلك جليا في رد المقاومة على انتهاكات العدو وتنفيذها عمليات رد دقيقة بأسلحة جديدة، مما يؤكد ان خطاب نصرالله السبت سيكون عالي اللهجة وقد ينتج عنه تصعيد ومواقف عالية السقف.
وفي الوقت الذي يواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته بمراكز القرار لابقاء الاستقرار في الجنوب تستمر اسرائيل بخرق كل قواعد الاشتباك وباستهداف المدنيين ومنازلهم.
تقول مصادر المقاومة ان الحزب لم يرد بالشكل المطلوب بعد على جريمة عيناتا اذ ان إسرائيل لم تدفع بعد ثمن قتل الفتيات والجدة في عيناتا، خصوصا ان نصرالله كان قد أعلن في خطاب الجمعة في قرار “قواعد الاشتباك” ان قتل اي مدني في لبنان سيقابله مدني من الجهة الثانية وبأن احتمال إعلان نصرالله عن عملية انتقامية وارد جداً الامر الذي قد يفتح جبهة الجنوب.
وما يزيد من احتمالية التصعيد في الجنوب إعلان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنه “أصبح من المحتم الآن توسيع نطاق الحرب، بسبب تزايد حدة الاعتداءات الإسرائيلية ضد السكان المدنيين في غزة”.
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي أنه اذا ارتكب نصرالله خطأ فسيتحمّل الحزب ولبنان نتائجه، وهنا يظهر بوضوح الارباك الذي تركه “السيد” في نفس العدو الذي يدرك ان الجبهة مفتوحة ويبدو جليا التخبط والخوف الذي يعاني منه حيث أعلن عبر موقعه الإلكتروني الخميس تعليق عملياته البرية في قطاع غزة، وبعد ذلك حذف الخبر واستبدله بخبر آخر حول تواصل العمليات في القطاع!