تجتمع الكثير من الأحداث والمعطيات في عطلة نهاية الأسبوع.
على الصعيد السياسي، يضع العرب والمسلمون أنفسهم على المحك في قمة عربية وقمة إسلامية وقمة مشتركة عربية إسلامية في الرياض لتأكيد حضورهم وقوتهم في إنتزاع قرار بوقف إطلاق النار في غزة، أو لمواجهة شعوبهم في حال فشلهم في تحقيق ذلك، وبالتزامن يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب ثان تشير تطورات الجبهة الجنوبية الى أنه سيكون مرتفع السقف ويحمل تصعيدا خصوصا مع فشل كل المساعي الرامية الى وقف العدوان الوحشي على غزة.
يبدو أن الأميركي سيبلغ القمم العربية والاسلامية المنعقدة في الرياض بأنه لا يستطيع أن يضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار أو الالتزام بهدنة قوامها اربع ساعات في اليوم، ما سيجعل المشاركون في القمم أمام خيارين إما دفن الرؤوس في الرمال وإصدار بيانات إنشائية لا تسمن ولا تغني من تهدئة، وفي هذه الحالة سيكون الاعتماد كليا بعد ذلك على الرأي العام العالمي في الضغط لوقف العدوان، أو أن تستخدم هذه القمم بعض أساليب القوة التي تمتلكها للضغط بشكل مباشر وحقيقي من أجل إنقاذ غزة من الابادة الجماعية التي تتعرض لها.
وعلى الصعيد العسكري، ثمة تطورات في غزة التي تسطر مقاومتها أروع ملاحم البطولة في التصدي لجيش العدو، تفرض نفسها على الجبهة الجنوبية التي تشهد حربا حقيقية قد تتدحرج الى حرب مفتوحة وهذا يلتقي مع ما قاله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بأن الفشل في الدبلوماسية وإستمرار العدوان بهذا الشكل قد يؤدي الى المواجهة الواسعة.
في غضون ذلك، يحاول الاسرائيلي بشتى الطرق تحقيق أي إنجاز ولو كان وهميا، لتقديمه الى المحور الداعم له، حيث يركز إعلامه على تقدم قواته باتجاه مستشفى الشفاء ويعتبر ذلك دخولا الى غزة، في حين أن المستشفى يقع بين مخيم الشاطئ والبحر ما يعني أن الصهاينة ما زالوا على أطراف غزة ولم يتوغلوا بداخلها وهم يواجهون مقاومة شرسة جدا.
ولا شك في أن دخول إسرائيل الى مستنقع غزة في حال إستطاعت ذلك، سيفقدها فاعلية سلاح الجو وسيخفف عن الأهالي ضغط وتداعيات القصف الهمجي، وسيؤدي الإلتحام بين جنود العدو والمجاهدين الى أن تدفع إسرائيل أثمانًا باهظة خصوصا أن المقاومة الفلسطينية تحرص على عدم تقديم كل أوراقها وهي تخفي الكثير من المفاجآت كلما تقدم العدو مترا واحدا من المئة وخمسين مترا وهي المسافة التي تفصل بينه وبين مستشفى الشفاء التي ستلحق هزيمة جديدة بالعدو الذي سيتكبد خسائر كبيرة من أجل الوصول اليها وسيكتشف انها خالية من أية أنفاق أو من أي مركز قيادة لحماس، وسيواجه في الوقت نفسه نحو أربعين الف نازح فلسطيني بداخلها.
ما بين القمم العربية والاسلامية وخطاب السيد نصرالله والتطورات العسكرية التي تنذر بمواجهات مفتوحة، ثمة أمران أساسيان كفيلان بضبط الجبهات سبق ورسم السيد نصرالله خطين أحمرين بشأنهما وهما: إرتكاب العدو الاسرائيلي حماقة العدوان الواسع على لبنان، وسقوط حركة حماس بما يعني إنهاء القضية الفلسطينية.
وتشير مصادر مواكبة الى أن العدو يرغب في شن عدوان على لبنان لكنه لا يستطيع بفعل قوة ردع المقاومة وتوازن الرعب القائم، أما في غزة فإن المقاومة لن تهزم وأن إسرائيل لن تستطيع تحمل أكلاف دخولها وهي بدأت تدفع ثمن توغلها في ظل تعتيم اعلامي كامل، في حين أن المقاومة ما تزال تصور عملياتها وتطلق الصواريخ وتستهدف تجمعات جنود العدو ويخرج الناطقون باسمها للتحدث عن آخر التطورات، علما أن خسائر المقاومة ما تزال محدودة في ظل عجز إسرائيل عن القيام بعمليات إغتيال لقادة فصائلها كما كانت تفعل في السابق.