يأتي فيلم «Pain Hustlers»، من إخراج ديفيد ييتس، وهو فيلمه الثاني فقط خارج سلسلة «Harry Potter» منذ عام 2007، ويصور أزمة لشركة أدوية بطرق قد لا تكون منطقية دائما، متطرقا إلى الجشع الرأسمالي.
يتم تقديم مندوبة مبيعات الأدوية الصاعدة ليزا دريك (إميلي بلانت) من خلال الشهادات الوثائقية لشخصيات أخرى باعتبارها متسلقة، غامضة وقوية القلب، والتي يريد شريكها في جرائم الشركات بيت برينر (كريس إيفانز) الفظ الجدير بالثناء، خنقها، إنها فرضية ممتعة وتثير الفضول.
تلتقي «ليزا» بـ «دريك» في وظيفتها السابقة كراقصة بعدما تركت الدراسة في المدرسة الثانوية، وتسحره خلال محادثة خاصة بينهما، ما يؤدي إلى أن يعرض عليها وظيفة في الوقت المناسب تماما لكليهما، فمع زواج محطم في ماضيها وابنة مريضة في المنزل تدعى فيبي (كلوي كولمان) تضطر «ليزا» إلى العيش في مرآب أختها حتى تشق طريقها إلى وظيفة مبيعات بمساعدة سيرة ذاتية محسنة بفضل «برينر»، حيث يصادف أن سلوكها كشخص لا يستسلم أبدا وقدرتها على الإقناع هو ما تحتاج اليه شركة الأدوية المتعثرة «Zanna» من أجل تغيير الأمور.
إن حقيقة عدم وجود «ليزا» أو «برينر» أو شركة «Zanna» في الواقع هي مشكلة، تظهر ان فيلم «Pain Hustlers» غارق في التقليد، وانه يهتم أكثر بكون «ليزا» شخصية محبوبة وقابلة للخلاص أكثر من أي تسليط ضوء فعلي حول الأشخاص والأنظمة السيئة التي أدت إلى أزمة دوائية حقيقية بالولايات المتحدة، أو على الجانب المخفي وراء تحقيق النجاح.
يحاول «Pain Hustlers» تقليد صيغة «Goodfellas» و«The Wolf of Wall Street»، وهما فيلمان يدوران حول إغراء المال والسلطة، لكنه نادرا ما يرتقي إلى مستويات المخرج العبقري مارتن سكورسيزي في جذب المشاهدين، مما لا يقدم الكثير من المنطق لسبب افتتان «ليزا» بعالم مبيعات الأدوية الخفي في المقام الأول، أو كيف يمكن أن تغريها الرفاهية، كما يشير الفيلم، ولكن من دون أن يصور ذلك أبدا بشكل فعال يتم تصويرها أيضا كقوة خيرة، حيث تعمل رغبتها المطلقة في تخفيف آلام الناس كدافع أساسي في كل مشهد تقريبا، فـ «ليزا» لا تبدو كشخصية بقدر ما تبدو وسيلة لتصوير الأفكار التي لم يعبر عنها الفيلم بشكل كامل.
تذكرنا الموسيقى التصويرية (من تلحين جيمس نيوتن وهوارد مايكل دين بارسونز) بموسيقى «الهيب هوب» من منتصف وأواخر الألفية مع تأثيرات «الروك» و«الميتال» والتي تمتاز بأنها نابضة بالحياة وحماسية، لكن الصور التي تظهر على الشاشة لا تتطابق مع طاقتها وزخمها.
يمتاز أداء الممثلين، وخاصة بلانت وكولمان، بدفء حميمي لا يتناقض أبدا مع عالم شركات الأدوية (الذي يكون فاترا أكثر من كونه جذابا في البداية، أو باردا ولا يرحم في نهاية المطاف كما تشير القصة)، وتلعب حبكة الأم وابنتها في عائلة «دريك» دورا موازيا للحبكة الرئيسية، دون أن تتقاطع معها على الإطلاق.
يقود قصة الفساد الطبي الدكتور جاك نيل (آندي غارسيا)، إنه قبطان سفينة «Zanna» الغارقة، وعلى الرغم من أن غارسيا يقدم أداء قاسيا ومثيرا للرهبة، إلا أن تركيبة الشخصية يشوبها شعور مماثل للصراع الذي تعاني منه «ليزا»، حيث لا تتعارض دوافعها النبيلة بشكل كبير مع جشعها (أو حتى تخفيه) بقدر ما توجد ببساطة بالتوازي معه، وهي سمة غير ذات صلة يتجاهلها «Pain Hustlers» عندما يكون استخدامها أكثر ملاءمة.