تستعد الجالية اللبنانية والعربية لتنظيم تظاهرة حاشدة في وسط مدينة سيدني في أستراليا يوم الأحد المقبل دعما للقضية الفلسطينية.
يقدّر المنظمون عدد المشاركين في التظاهرة المنتظرة بعشرات الآلاف على أن يسبقها تحركات ميدانية تتمثل بوقفات إحتجاجية وإضاءة شموع تضامنا مع غزة ورفضا للمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين فيها.
منذ بداية العدوان على غزة وسيدني تشهد العديد من التحركات الرافضة له، حيث أبدت الجالية اللبنانية والعربية حيوية مميزة في هذا الاطار، فعملت على تنظيم العديد من الأنشطة من بينها تظاهرتين كبيرتين شارك في كل منهما اكثر من خمسين الف شخص معظمهم من الشباب، فضلا عن المبادرات التي تمثلت برفع علم فلسطين على مبنى بلدية كانتربري بانكستاون لاول مره بتاريخ استراليا وهي أكبر بلديات سيدني وإقامة نصب تذكاري لغزة تحول الى محطة يومية للمتضامنين مع فلسطين من العرب والاجانب وحتى المسؤولين الاستراليين، وذلك بناء لإقتراح عضو مجلس البلدية عن حزب العمال خضر صالح والذي نجح من خلاله في إحداث خرق في المجتمع الاسترالي عبر عنه الوزير طوني بورك الذي زار النصب ووضع إكليلا من الزهر عليه وإعتبر ان رفع العلم الفلسطيني هو حدث تاريخي، فضلا عن رفع علم فلسطين على المنازل في مبادرات فردية من بعض العائلات وعلى مباني الجمعيات.
لا شك في أن ما تشهده غزة وبالرغم من قساوته ومن الدماء البريئة التي تسيل ظلما قد أعاد إحياء القضية الفلسطينية في نفوس السواد الأعظم من الشعوب العربية والغربية، كما أعاد لفت الأنظار الى مظلومية الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويواجه الحديد والنار والقتل والتشريد منذ أكثر من سبعة عقود، ما ادى الى تعزيز فضول فئة كبرى من شباب الإعتراب في سبر أغوار هذه القضية والاطلاع على تاريخها ما يضاعف من حالة التعاطف معها ومع الشعب الفلسطيني.
يمكن القول، ان في أستراليا جيلا جديدا من الجالية العربية عموما واللبنانية خصوصا هو الأكثر تمسكا وإيمانًا بفلسطين وبحقها وبعدالة قضيتها، وهو اليوم يتسمّر على شاشات التلفزة ليلا لمتابعة أخبار وصور المجازر المرتكبة في غزة، وينشغل كثير منهم في التحضير للتحركات الشعبية وفي إقامة الصلوات والأدعية في المساجد لنصرة فلسطين.
ويقول أحد المتابعين في سيدني، أن هذه الفئة من الشباب هي اليوم اهم وافعل من الأجيال الماضية، خصوصا ان الشبان المهتمين بالقضية الفلسطينية هم من الاجيال المولوده في استراليا ويعيشون فيها ويطلعون على هذه القضية ويدرسون أبعادها ويؤمنون بعدالتها ويعملون على نصرتها نتيجة إقتناع كامل بأحقيتها وليس نتيجة ضغوط أو موروثات أو شعارات ما يجعل هذه الفئة الأكثر تأثيرا في الرأي العام والاقدر على التغيير وعلى تشكيل لوبي جديد لنصرة فلسطين سيكون له دور في تبديل موقف الحكومه الاستراليه من قضيه فلسطين.