2024- 11 - 25   |   بحث في الموقع  
logo خلف: سلامتي الشخصية ليست أهمّ مِن سلامة الشعب.. logo نتنياهو يحذر من خطر الوقت المتبقي وهرتسوغ: "الاتفاق قريب" logo مقدمات نشرات الأخبار المسائية logo هذا ما أعلنه وزير التربية حول التدريس الحضوري في هذه المناطق logo أسرار الصحف logo عناوين الصحف logo مانشيت “النهار”: حرب الأعماق تستعرّ فهل انهارت المفاوضات؟ logo الورقة الرديفة في إتفاق وقف إطلاق النار.. مجرّد وهم!!.. غسان ريفي
المخرج عبداللطيف عبدالحميد: أردت الانتحار أثناء إنجاز «صعود المطر»!
2023-11-05 14:08:06

دمشق - هدى العبود

تحدث المخرج والمؤلف عبدالحميد عبداللطيف عن دراسته السينما في جامعة «فغيغ» وماذا أضاف هذا المكان إلى اللغة السينمائية الخاصة به، قائلا: أثناء الدراسة كنا نتابع السينما السوڤيتية الحديثة وتاريخها في كل الجمهوريات الموجودة فيها، وكنت مولعا جدا بالسينما الجورجية على وجه الخصوص، واعتبر أن فيلم «ليالي ابن آوى» يشبه الجو الخاص بهذه السينما، وللعلم كل شيء قدمته أثناء دراستي للسينما لا علاقة له بالريف لا من قريب ولا من بعيد، وكل المشاهد وأحداثها كانت في مدن مثل موسكو أو عوالم متخيلة، وقد انبهر أستاذي بما قدمت وشعر بالحيرة عندما أراد اختيار واحد من مشاهدي التي قدمتها أثناء العام الدراسي من أجل الامتحان، لأنه ببساطة أعجب بأغلبها.

وعن اتجاهه إلى بيئة ريف الساحل السوري في فيلم «ليالي ابن آوى»، أوضح عبداللطيف في حوار له مع مجلة «فن وناس»: الموضوع له علاقة بتكويني الشخصي، أنا فعلا أعشق حياة الريف والطريقة التي يتحدثون بها والعفوية والتلقائية الموجودتين في الحياة الريفية، تعود فكرة هذا الفيلم لجلسة مسائية قضيتها مع مجموعة شباب سوريين بالسنة الأولى من دراستي في موسكو، والتي نتعلم فيها اللغة قبل دخولنا معهد السينما، وكان كل منا يروي «حدوتة» خاصة به، إلى أن رويت أنا «حدوتة» الأب والأم (تبع الصفرة) عندما كان أبي يوقظ والدتي في الليل كي تصفر لتهرب «بنات آوى»، وإذا بالجميع يضحكون بشدة، لتظل هذه الضحكة في ذهني سنوات متسائلا لماذا ضحكوا؟
وأردف: حاول هذا الفيلم أن يغير الصورة النمطية عن هذه البيئة، وهي فكرة ظلت عالقة في ذهني لفترة طويلة، إلى أن أنجزت النص وجعلتني الرقابة أعيد كتابته 3 مرات، وحذفوا لي منه مشهد الأب عندما كان يدرب الفلاحين على آلية التعامل مع الطيران الإسرائيلي، هذا المشهد بقي في الفيلم لكنه أخذ صبغة أخرى، وأنا أعتبر أن المشهد كان أقوى بالصيغة الأولى التي حذفوها، حيث إن الفكرة كانت تدور حول إحضار هؤلاء الفلاحين إلى الأرض، وجعلهم يحصدون محصولها، بينما من ادعى أنه يريد تعليمهم التعامل مع الطيران الإسرائيلي يضحك وهو جالس بالقرب منهم، طبعا الرقابة وقفت عند هذا المشهد واعترضت عليه، معتبرة أنه استغباء للفلاحين، أعتقد أن تعرية شخصيات الفيلم بمنتهى «الحنية» والحب والاحترام، هي السبب وراء نجاحه.

وبسؤاله عن سر عودة الشخصيات في أعماله؟ ولماذا تتكرر على وجه الخصوص شخصية الأب القاسي، أجاب: كل شخصيات الأب في أعمالي تتمثل بأبي فهو القاسي والحنون، فأنا كنت أدهش بسبب التراوح الذي يحصل عنده بين أقسى القسوة وذروة الحنان، هذا الأمر كان ذا أثر كبير علي، وكنت أستمد منه كثيرا وأعتبره مهما جدا دراميا، وأعتقد على سبيل المثال أن الأب في فيلم «العاشق» يختلف قليلا عن الأب في ليالي «ابن آوى» و«رسائل شفهية» لأنه شخص ينتمي إلى مكان يؤمن به بطريقة خاصة، وبالفعل لفت انتباهي أن الأب موجود دائما في أفلامي ليس لإكمال العائلة ولكن لقول شيء محدد تجاهه، أما سبب هذا الحضور المتكرر فقد يعود لأنني شخصيا أكتب بما أحس، أو لأن الحياة بالفعل هي أب.

وحول فيلم «صعود المطر» وماذا أراد من نهايته؟ قال عبداللطيف: نعم أخرجت الشخصية من القبر، لأنني أردتها أن تبنى من جديد، وهذه الشخصية كان لها علاقة بي لأنني وصلت في تلك المرحلة لهذه الدرجة، كنت تحت الركام لأن الإبداع قتل في داخلي، ومع ذلك أصررت على الاستمرار والعمل، بالرغم من أنني كنت أريد الانتحار في تلك الفترة لولا تواجد زوجتي إلى جانبي لأنني وصلت حقا إلى لحظة عصيبة من تعب الحياة ومشقتها عندما صنعت «صعود المطر».

وبسؤاله لماذا طغى الواقع في أفلام مثل «قمران وزيتونة» و«خارج التغطية» و«أيام الضجر» على شطط خياله والعبثية التي تواجدت في الأعمال السابقة؟ أوضح: أنا شخص لا أحب أن أركن إلى زاوية معينة ومحددة، عبداللطيف يحب أن يحكي القصة لأنها تستهويه بغض النظر إذا ما كانت تحتوي على عبث أم لا، وهذا يعود إلى فكرة أن الأشياء هي من تستولي علي في أعمالي، وعلى سبيل المثال فيلم «ما يطلبه المستمعون» لم يتوقع أحد أن أحداثه التي تدور في عام 2003 ستتحقق في عام 2011، وبالفعل كان هذا الفيلم واقعيا وملامسا لمشاعر السوريين لدرجة أنه انتشر بشكل كبير على «يوتيوب»، ما جعل الناس يعتقدون أن أحد مشاهده التي تقدم حربا عسكرية هي ڤيديوهات مصورة على أرض الواقع.



Damo Finianos



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top