على وقع اشتداد المعارك في غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، ينتظر العالم بأكمله ما سيقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم. خاصة وانها الاطلالة الأولى للرجل منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول المنصرم.
وفي وقت تتالت فيه الرسائل الأميركية الى ايران وحزب الله بعدم توسيع الصراع، كان لافتاً تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن قبيل مغادرته الى كيان الاحتلال، حيث أشار الى انه سيؤكد خلال محادثاته على ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين. وتحرير المحتجزين،.
اما في كيان العدو الإسرائيلي، فالترقب سيد الموقف، حث رجحت صحيفة هآرتس، ان يتجاوز عدد المشاهدين لخطاب أمين عام حزب الله المرتقب عدد مشاهدي الكلاسيكو الإسباني والكلاسيكو الإنكليزي مجتمعين. وسط تخوف عسكري اسرائيلي من ان يكرر السيد نصرالله سيناريو قصف البارجة الاسرائيلية على غرار ما حصل ابان كلمته اثناء حرب تموز ٢٠٠٦. فيما يعيش رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في قلق وتخبط لا سيما بعد تلقيه نصائح بوقف العملية العسكرية على قطاع غزة تفادياً لمزيد من الخسائر.
فهل تكون كلمة امين عام حزب الله نذير حرب؟
يدرك عارفو السيد نصرالله ان الرجل يتمتع لما يكفي من البصيرة والتعقل لابعاد شبح الحرب عن البلاد، وهذا يظهر جليّاً في ضبط النفس الذي يمارسه مجاهدو المقاومة رغم كل ما يتعرضون له من اعتداءات اسرائيلية، كما في الالتزام بقواعد الاشتباك.
والاكيد كذلك ان الخطاب المنتظر سيكون عالي اللهجة ليس بوجه العدو الاسرائيلي فحسب، بل بوجه كل الدول الغربية الداعمة له ولكل ما يمارسه من اجرام وخرق للقوانين الدولية والمعاهدات الانسانية. وعليه، يمكن الجزم بأن السيد نصرالله سيجدد التأكيد على دعم المقاومة في غزة، وسيهدد العدو بالتدخل اذا طلبت منه حماس ذلك، وهي التي تؤكد حتى الآن انها تستطيع القيام بواجبها المقاوم. غير ان سؤالاً اساسياً يجب التوقف عنده، ماذا لو حُسمت المعركة في غزة لصالح العدو الاسرائيلي؟ هل سيكتفي نتانياهو بذلك ام انه سيُحاول الاجهاز على بيروت او على اي عاصمة داعمة للمقاومة الفلسطينية؟
اذاً، هو خطاب الفصل الذي سيرسم معالم المرحلة المقبلة بخطوطها الحمراء ومسلماتها، بأن اي مبادرة للحل تبدأ من غزة، ولا نقاش بأي بند قبل وقف القتال والسماح بإدخال المساعدات الى القطاع وتأمين مقومات العيش الكريم لأهله.