هو خطابٌ لرجل واحد، بات مفصلاً بين مرحلة وأخرى. في فيصل الكلام غداً، كل الحسم وعناوين الأسابيع المقبلة. فرهبة الحرب إن وقعت على شمال فلسطين المحتلة حيث تحتشد فرق النخبة في الجيش الإسرائيلي، هي أخشى ما يخشاه صناع القرار في إسرائيل.
ولعل تداعيات الحرب والتلويح بها، باتت الرسالة الأكثر وقعاً من الحرب نفسها. وهنا، كل مغازي الحرب النفسية الإستباقية لحزب الله، وكل الخوف الإسرائيلي الذي تُرجم اليوم بإشعال الجبهة من الناقورة إلى مرتفعات كفرشوبا. ففي يومٍ واحد وفي أولى أيام الهجوم البري على غزة، سقطَ على الأقل ثمانية عشر جندياً، وبناء عليه، يمكن لإسرائيل أنْ تتوقع حجم الكارثة يومياً، إن اندلعت الحرب مع حزب الله، الذي يخفي أكثر كما يظهر من قدرات تطورت في شكلٍ هائل منذ حرب تموز ٢٠٠٦.
وحتى موعد الغد، تكثرُ التحليلات والتوقعات، لكن أمراً واحداً أكيداً، هو أنَّ كلام نصر الله سيكون الأقوى تأثيراً في اتجاهات الحرب، لا بل التعبير الأصرح عن اتجاهات المحور الإيراني المواجه لإسرائيل، والذي تتحفز قواه المقاتلة من اليمن إلى العراق فجنوب لبنان.
ميدانياً، تحولت القرى الحدودية الى مسرح لكل الإستهداف الإسرائيلي، جواً وبراً. و"الحزب" من جهته، أظهر الطائرات المسيرة في هجماته التي طالت اليوم موقع زبدين في كفرشوبا حيث مقر قيادة كتيبة إسرائيلية حيث تم استخدام مسيرتين، في موازاةِ استهداف مواقع أخرى بالصواريخ الموجّهة على طول الجبهة، وإعلان "حماس" أنها قَصفتْ كريات شمونة بالصواريخ من الجنوب، ما أدى إلى دمار كبير في الممتلكات والسيارات.
أما في غزّة، فاستمرّ إعلان "كتائب القسام" عن التصدي لمحاولات الإقتحام الإسرائيلي، بالتزامن مع الروتين اليومي في الغارات. وفي وقتٍ يستمرُ الإحتلال بالتضييق على مناطقِ الضفة الغربية، واصلت الدول العربية المحتفِظة بعلاقاتٍ مع تل ابيب سحبَ سفرائها، كما البحرين التي تبعت الأردن في هذا الإجراء.
لبنانيا، يسود الترقب والحذَر الوسط السياسي. لكن مخاطر الحرب والتخوف الشديد بين اللبنانيين، لم يردع المنظومة عن مواصلة الإرتكابات ومتابعة مسارها في الموبقات. ففي ظلّ إصرار بعض القوى السياسية على التمديد للعماد جوزف عون، تَعمدْ الدوائر السوداء على متابعة ملف حماية رياض سلامة، والسعي لتعيين قاض يكون طوعَ بنانها في عدم المس بأداتها المالية على مدى عقود...