مع دخول الحرب في الأراضي الفلسطينية أسبوعها الثالث، بات واضحاً أنها تتجه إلى حرب استنزاف طويلة. ذلك أنّ الإقتحام البري لغزة يواجه تردد بنيامين نتنياهو وتحفظاً أميركياً، مقابل لجوء تل أبيب إلى خيارات إطالة الحرب والحصار، وبموازاة جس رد فعل كتائب القسام والفصائل الأخرى، كما حصل أمس في التوغل القصير. وما يعزّز سياق الإستنزاف احتفاظ "حماس" بقدراتها في ضرب المدن الإسرائيلية، وتحفزها لمواجهة أي اقتحام بري، تتوعد بأن يكون مُكلفاً للجيش الإسرائيلي الذي لم يستفق بعد من صدمة ٧ تشرين الأول.
وفي وقت تردّدت معلوماتٌ في الإعلام الأميركي عن مفاوضات مع قطر لتأمين تسوية بالإفراج المتبادل عن الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، توسّعت الجبهة ميدانياً ضمن سياق الإشارات الإيرانية - الأميركية.ذلك أنّ استهداف القوات الأميركية في شرق سوريا، وضرب قواعد إسرائيلية في أريتريا وسقوط صواريخ في نويبع، يعكس الإتجاه إلى فتح جبهة في منطقة تعجّ بالحضور الإسرائيلي، وأيضاً لقوى عربية وإقليمية كالإمارات وتركيا، كما في الصومال وجيبوتي والسودان. وقد ردّت اليوم المقاتلات الأميركية على ضرب قاعدة الشدادي ومواقع قرب أربيل، قاصفة مواقع لقوات إيرانية وحليفة لها في الشرق السوري.
وفي الجنوب، حافظت حرب الإستنزاف على وتيرتها. فقصف الإحتلال كفرشوبا وعلما الشعب والضهيرة ومزرعة بسطرة، في وقت هاجم الحزب مواقع الصدح وأبو دجاج ومسكاف عام وكذلك المواقع في مزارع شبعا وكفرشوبا بالصواريخ الموجّهة.
أما في التحركات السياسية اللبنانية، وفيما لا تزال تتردد أصداء الجولة الوطنية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تنشغل القوى السياسية والسلطات بملفيّ التحضر للحرب، لكن في موازاة السعي لملء الشغور في القيادة العسكرية، ولو من خلال تجاوز الدستور والقوانين كما العادة. إذ إن مسألة التمديد لقائد الجيش بديلاً من المسار القانوني الطبيعي في المؤسسة العسكرية، تحول بازاراً و"تبييض وجه" ربطاً بحسابات الإستحقاق الرئاسي المؤجل وفقاً لتطورات الحرب.
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
