تدور قصة فيلم «Dream Scenario» في إطار من الرعب والكوميديا، ويلعب النجم نيكولاس كيج دور البطولة في هذا العمل الذي يقوده سيناريو قوي وإخراج سريالي تم تنفيذهما بمهارة بقيادة كريستوفر بورغلي، ورغم أن الفيلم يفقد التركيز في نهايته إلا أن لديه الكثير ليقوله عن الشهرة وعواقبها في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
يجسد كيج في الفيلم شخصية «بول ماثيوز» وهو إنسان عادي، ممل، ليست لديه أي مواهب، يجد نفسه فجأة وسط دائرة الضوء الدولية عندما يبدأ بالظهور بشكل عشوائي في أحلام الآخرين.
لا يفعل «بول» شيئا على الإطلاق ليصبح مشهورا، في الواقع يكون في معظم هذه الأحلام مجرد متفرج، لكن يتعين عليه أن يدخل دوامة المعجبين والكارهين على أي حال، فيتطور من نجم مشهور إلى منبوذ على المستوى الدولي عندما يتحول ظهوره في اللاوعي الجماعي إلى الشر، والذي يحدث أيضا من دون اتخاذه لأي إجراء من جانبه، وأعظم خطيئة لدى «بول» المسكين الغافل هو أنه يستمتع بالاهتمام أكثر من اللازم، الأمر الذي يؤدي إلى تعليقات أكثر حدة حول الغرور الفكري والاستياء المتصاعد الذي يكمن وراء كل ذلك، ويأتي السلوك الأكثر شرا من شركة التسويق التي تستأجر «بول» بنية إدخال إعلانات «سبرايت» في اللاوعي الجماعي، و«مؤثري الأحلام» الذين يستغلون هذه الظاهرة للحصول على نقود الرعاية.
يتعمق «Dream Scenario» في سلبيات عصر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتميز النصف الأول منه بكتابة سيناريو ممتاز ساخر وحاد، وفي الوقت نفسه يكرر الأنماط اللفظية للحياة الحقيقية، وباستثناء بعض النكات، فإن الفكاهة فيه هي إلى حد كبير كوميديا جامدة، يقدمها طاقم ممثلين ثانويين يضم نجوما موهوبين مثل تيم ميدوز، مايكل سيرا، كيت بيرلانت، ديلان غيلولا، نيكولاس براون، وتلعب جوليان نيكلسون دور «جانيت ماثيوز» زوجة «بول»، التي تعرضت سمعتها ومسيرتها المهنية لأضرار جانبية بسبب ارتباطها بزوجها، لكنها تقدم دورا عرضيا، كما هو الحال مع ليلي بيرد وجيسيكا كليمنت بدور ابنتي «بول»، إنهن هناك حتى يكون لديه ما يخسره، وهو أمر جيد لكنه متوقع.
دائما ما تكون النسخة الحقيقية لـ «بول» مخيبة للآمال مقارنة بشخصيته البديلة بالأحلام، وهذا أمر يعتبر جزءا من هدف الفيلم، فنادرا ما يكون «البعبع» الذي نبنيه في أذهاننا خطيرا كما نعتقد عندما نرى أخيرا الرجال المثيرين للشفقة الذين يقفون وراء الشخصيات المخيفة، إن مستوى التعاطف الذي يحمله الفيلم تجاه هؤلاء الرجال هو الشيء الأكثر استفزازا فيه، إذا كان بإمكانكم اعتبار تلاشي التجاهل بمنزلة «تعاطف».