شكّل تحرك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كسراً للجمود اللبناني وللركود السياسي إزاء مواكبة تداعيات الحرب في فلسطين والحدود الجنوبية. الموقف المستند إلى ركيزتي التضامن مع الشعب الفلسطيني وضرورة حماية لبنان من استغلال أرضه لتوريطه، يلاقي تجاوباً من الشخصيات التي يلتقيها، والتي شملت اليوم لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وخلص الى التفاهم المتبادل لضرورة تشكيل مساحة مشتركة تواجه تداعيات الحرب وتحديداً لجهة ردع العدو الإسرائيلي والتمسك بعدم ترك لبنان ينزلق، إلا في حال فُرضت الحرب عليه.
وتتخذ جولة باسيل غداً طابعاً شمالياً، مع لقائه كلاً من النائب فيصل كرامي ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
وقد واكب تكتل "لبنان القوي" حراك رئيسه، فاعتبر "أنّ حق الفلسطينيين بالمقاومة في أرضهم مقدس وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم وإستقرارهم مقدس أيضاً". وأتى موقف التكتل متشدداً وتذكيرياً برفض "أي عمل من شأنه إستدراج الحرب الى لبنان وبالتالي ضرورة رفض ومنع إستخدام أرض لبنان كمنطلق لعمليات ضد إسرائيل والتقيّد بدعم المقاومة في حال إعتدت إسرائيل".
ميدانياً بقيت آليات المعركة على حالها، من غزة الى جنوب لبنان. كتائب القسام وسرايا القدس يردان على عدوان إسرائيل بضرب مدنها بالصواريخ، وهي تواصل الغارات والمجازر. أما في الجنوب فاشتعلت الجبهة اليوم في سلسلة من الهجمات التي شنها حزب الله على مواقع متعددة وأبرزها ثكنة برانيت، في الوقت الذي واصل فيه دفع الدم من شبابه.
وفي السياق السياسي الدبلوماسي، تواصلت لغة الإشارات والتحذيرات المتبادلة بين واشنطن وطهران. فبعد موقف وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان بلفت واشنطن إلى عدم تجاوز الخطوط الحمر، رد نظيره الأميركي أنطوني بلينكن اليوم بتنبيه إيران من عدم فتح جبهات جديدة، مشدداً على أن استهداف قوات بلاده سيؤدي الى رد قاس. لكن بلينكن حرص على تأكيد أن "أميركا لا تسعى لصراع مع إيران"، وفي هذه الضوابط كل معاني لغة الإشارات المستمرة منذ اندلاع حرب تشرين الفلسطينية!