دمشق - هدى العبود
صرح المخرج عبداللطيف عبدالحميد بأن فيلم «الطريق» حاز الجائزة الذهبية الكبرى بتصويت الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان «سينيالما» بفرنسا الذي اختتم أعماله أخيرا. وقال: كنت أتمنى أن أشارككم هذا الخبر المفرح في ظروف غير التي نمر فيها هذه الأيام والتي تجعل كل فرحة ممزوجة بالألم.
و«الطريق» يعد من الأفلام التي رصدت أحلام الطفولة البريئة وسط عالم متحول، من خلال شغف المخرج بالبيئة الريفية البسيطة التي تربى فيها والتي تستوطنه بحب، فقدمها بتفاصيل سينمائية بسيطة مفعمة بالحياة لأشخاص يتطلعون لحياة أفضل.
ويقدم الفيلم نماذج من شخصيات مأزومة لشخصيات في رحى قسوة الحياة، وكعادته يبحث عبداللطيف من خلال لعبته السينمائية عن الشخصيات التي قد تبدو غرائبية وطريفة، لكنها في الفيلم ضرورية، وتحمل ما يبرر حضورها ويجعلها حجر أساس في المشهدية العامة للعمل كما في شخصيتي الرجل الغاضب والمثقف غير المتزن.
ومن شاهد الفيلم يدرك ابتعاد عبداللطيف في الفيلم عن أجواء المدينة التي قدمها في العديد من الأفلام ليعود إلى الريف الذي مثل انطلاقته السينمائية الأولى، من خلال فيلميه الشهيرين «ليالي ابن آوى» الذي قدمه عام 1989 و«رسائل شفهية» الذي قدمه بعد عامين.
وعرف عن عبداللطيف كمخرج أنه قدم إضافة لما سبق أفلاما صارت من كلاسيكيات السينما السورية الحديثة، منها فيلمه الشهير «نسيم الروح»، كما قدم فيلمه «صعود المطر» وهو الوحيد الذي خرج عبره عن مزاجه السينمائي المعهود مستعرضا سينما سريالية غير تقليدية تحاكي أفكارا إنسانية عميقة، كما قدم في فيلمه «العاشق» بوحا سينمائيا يتقاطع مع الكثير من هواجس المواطن السوري في الوقت الحالي، بما فيها الواقع السياسي.