هل يستغل داعش حرب غزة..للعودة إلى سوريا؟
2023-10-21 15:09:13
ضرب تنظيم "داعش" على نحو مفاجئ مواقع قوات النظام السوري في بلدة السخنة في بادية ريف حمص الشرقي، وحاول التقدم للسيطرة على البلدة عقب سيطرته على بعض المواقع، إلا أن النظام دفع بتعزيزات عسكرية للحؤول دون ذلك.
وتعتبر بادية السخنة وتضاريسها الوعرة إحدى نقاط انطلاق التنظيم لشن هجمات تستهدف قوات النظام وميلشياته الرديفة وكذلك ميلشيات إيران داخل حدود المناطق الواقعة غرب الضفة الغربية لنهر الفرات، منذ خسارته آخر معاقله في الباغوز في ريف دير الزور الشرقي في عام 2019.
استغلال الأزمات
لكن تجرؤ "داعش" على ضرب قوات النظام بقوة ومحاولته التقدم للسيطرة على السخنة في هذا التوقيت الذي يشنّ فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، يطرح أسئلة حول الطريقة التي سيستفيد منها التنظيم لإعادة بنيان هيكلته الداخلية والعسكرية، لإعادة الظهور من جديد.
ويرتبط السؤال هذا بإمكان اشتعال المنطقة في حال تمددت الحرب في غزة إلى سوريا، وهو ما بدأت ملامحه بالظهور باستهداف ميلشيات إيران للقواعد العسكرية في سوريا بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وكذلك في العراق المرتبطة باديته بالبادية السورية، وبالتالي انشغال جميع الأطراف ببعضها خصوصاً القوات الأميركية، في مواجهة وكلاء إيران في البلدين.
ويقول الباحث في الجماعات السلفية حسن أبو هنية إن التنظيم بارع في استغلال الأزمات، وهو لا يخلقها وإنما يعمل على استثمارها من أجل إعادة بناء هيكليته الداخلية التي تعرضت إلى هزّات خلال الفترة الأخيرة.
ويرى أبو هنية ل"المدن"، إن داعش سيحافظ على نسق الهجمات المعتاد ولن يشنّ هجوما كبيراً بانتظار ما سيحمله الميدان العسكري من تطورات، وذلك في حال دخل "محور المقاومة" على خط القتال في سوريا، إضافة إلى مراقبة موقف النظام السوري إزاء توسّع الجبهات خارج غزة، الأمر الذي بدأ بمناوشات وهجمات من قبل الميلشيات المرتبطة بإيران ضد القواعد الأميركية في سوريا والعراق.
وبالتأكيد، فإن محاولة الاحتلال إضعاف أو القضاء على قوة حماس في غزة، وأيضاً امتداد الحرب إلى الجبهات في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ستكون فرصة للحركات الراديكالية وفي مقدمتها تنظيم داعش للاستفادة مما سيحصل، حسب أبو هنية.
مصلحة النظام
وتشير الأرقام الواردة من المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن التنظيم شنّ في بادية ريف حمص 43 هجوماً ضد قوات النظام وميلشيات مرتبطة بإيران منذ مطلع 2023، وبالتالي فنحن أمام حقيقة تكشف عن سعي داعش للتحكم بهذه العقدة من البادية السورية للتحرك وضرب أعداءه المفترضين، وربما تكون نقطة انطلاق لشنّ هجمات أكبر كما حصل في السخنة، في حالة اشتعال المنطقة.
وبالنسبة للباحث في الجماعات السلفية عرابي عرابي، فإن "داعش" صعّد من عملياته قبل الحرب على غزة، وتؤشر مواقع هجماته إلى محاولته السيطرة على الطرق في البادية السورية، وخارج المساحات المغلقة كما كان في السابق. ويوضح ل"المدن"، أن مواقع الهجمات تؤشر إلى أن التنظيم لديه خطة مسبقة، أما من حرب غزة، ربما سيستفيد إعلامياً بشنّ هجمات ضد دول في الاتحاد الأوروبي.
ويرى عرابي أن النظام السوري من مصلحته أن يشن التنظيم هجمات ضد قواته في سوريا، والقول إن الاستنفار على الحدود مع إسرائيل منعنا من مكافحته والتصدي له، لكنه لن يقدم جديداً وسيحاول استغلال الهجمات لترويج تلك الدعاية الإعلامية، لأن عمليات داعش ضد قواته لم تتوقف، وهي موجهة ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالدرجة الأولى، وبدرجة أقل ضد قواته.
وحسب عرابي، فإن فرص التنظيم للظهور من جديد الآن كبيرة، لاسيّما إذ ما غيّرت حرب غزة من خريطة السيطرة على الأرض في سوريا والمنطقة، لافتاً إلى أن داعش لم يستنزف قواته خلال السنوات الماضية، إنما على العكس حاول تنميتها بعدم شن هجمات كبيرة.
وكالات