لينا خالد... هل يكبر الأطفال حين يموتون؟
2023-10-21 13:39:23
"يلتصق بؤبؤ عيني الاثنتين بشاشة هاتفي التي تأتي منها الحرب. لا أشيح نظري عن أجساد الشهداء. ولا عن أشلائهم. أعاقب نفسي برفع الصوت لسماع بكاء الأطفال وصراخ الأمهات والآباء في وداع أبنائهم".
بهذه الكلمات بدأت المصورة الفلسطينية – الأردنية، لينا خالد، منشوراً مؤثراً لها عبر حسابها الرسمي في "أنستغرام" حول الحرب الراهنة على قطاع غزة، وأرفقته بصورة الطريق المقطوعة إلى غزة في خرائط "غوغل".وأكملت خالد: "يابا يا حبيبي مشاءالله عليك طولت"... "يمسح رجل يديه على قدمي ابنه الصغير مودعاً وقد انتبه لقامته التي ازدادت طولاً". وتتساءل: "هل يكبر الاطفال حين يموتون؟ هل تصبح أجسادهم بحجم خيبتنا؟ هل تتضخم أيديهم وأقدامهم وتنبت فوق أكتافهم حقول من الدموع؟".
View this post on Instagram
A post shared by Lina Khalid لينا خالد (@lina.khalidsr)
وكتبت خالد التي تدمج الصور بالنصوص من أجل إيصال رسائل مؤثرة: "في الموت ننتبه على تفاصيلنا وأشيائنا الصغيرة. الموت يأتي كأنه منبه يذكرنا بأشياء نسيناها في قائمة أعمالنا لليوم. حين يموت يوسف، تنتبه أمه إلى أنها لم تشتر له قطناً ليزرع العدس في درس العلوم. وحين تموت الصبية الجميلة التي كانت عروساً، تنتبه أمها أنها لم تُعد فستان خطبتها لمحل الفساتين. وحين يموت فراس، ينتبه كمال إلى أنه لم يقبّل شقيقه الذي كان يسابقه الى البحر. وحين تموت حلا، أنتبه إلى صوتها الذي كنت قد مررت بهِ في اغنية البسكليت وقد خبأت الأغنية حتى أشاركها مع وفاء وقد نسيت".وختمت: "حين يموت الجميع في غزة سننتبه كم نحن محكومون باليأس والذل. سننتبه على اعتيادنا على رائحة الموت التي تفوح من أفواهنا المسدودة في قنابل الغاز".ولينا خالد هي مصورة فلسطينية أردنية ولدت العام 1991 في العاصمة الأردنية عمّان. وتستخدم التصوير التناظري جنباً إلى جنب مع النص كوسيلة لرواية القصص، وهنا بعض أعمالها في "انستغرام". كما شاركت في تأسيس مختبر للصور والفنون يسمى "Darkroom Amman" العام 2018، في محاولة لتنويع المشهد الفني والثقافي، بحسب وسائل إعلام أردنية.وأكملت خالد في وقت سابق من العام الجاري، إقامة فنية في مؤسسة "Magnum" في نيويورك. وأدرجت أعمالها في العديد من المعارض في الولايات المتحدة.وقدمت خالد العام 2016 ورشة عمل في التصوير الفوتوغرافي مع منظمة "العمل للأمل" لأطفال أردنيين وفلسطينيين وسوريين، وعملت طوال سنوات مع الأطفال اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري كمدربة تصوير فوتوغرافي.
وكالات