يقول الشاعر الكبير كعب بن زهير: «ليت الشباب حليف لا يزايلنا.. بل ليته ارتد منه بعض ما سلفا».. المراهقة والشباب، تلك المرحلة المصيرية القاسية التي تقع بين الطفولة والنضج ونتوق إليها لحظة تخطيها، يقال إن شخصيتك الناضجة هي نتاج ما عشته في شبابك ومراهقتك.
إن كونك مراهقا يتعثر لإيجاد طريقه هو أمر صعب حتى لو كنت من قبائل الماساي، الأمر لا يتعلق إطلاقا بالحضارة والتطور التكنولوجي، منذ فجر البشرية كانت المراهقة مرحلة صعبة لو انك لم تستثمرها كما يجب فإن نضجك سيكون مليئا بالقسوة والمرارة.
إنها مرحلة التغيرات والتقلبات والطيش والمحاولة الدائمة لتحمل المسؤولية وطبعا بناء الشخصية وتحقيق الذات، ولأهمية هذه المرحلة ولأن الفن بكل أشكاله هو تجسيد الحياة وأسلوب رسالة نرى كثيرا من القصص والروايات توجه خصيصا لفئة الشباب كمحاولة لدعمهم وتوجيههم خلال رحلتهم المصيرية هذه.
لا يتعلق الأمر بالكلمة المكتوبة فقط، إذ إن للسينما والتلفاز دورا لا يقل أهمية خاصة في عصر كادت أن تندثر فيه متعة القراءة، في كل عام ينتج الفن مجموعة من الأفلام والمسلسلات الموجهة للشباب أبطالها مراهقون مثلهم يملكون مشاكل تشابه مشاكلهم وشخصيات قريبة من شخصياتهم، كمحاولة لإرشادهم ومساعدتهم في تخطي مرحلة الشباب والوصول إلى النضج بأمان.
لم تنته هذه الأعمال ولن تنتهي، إن فئة الشباب هي الأكثر أهمية في أي مجتمع، إنهم براعم اليوم التي ستزهر في الغد ولابد من رعايتها والاهتمام بها، ومنذ أيام قليلة أطلقت «أمازون» نسختها الخاصة بجيل الشباب مسلسل «Gen V» المقتبس من أشهر أعمالها قاطبة «The Boys» العمل الذي أحدث ثورة حقيقية في عالم الأبطال الخارقين وكأصله.
حقق مسلسل «Gen V» مع صدور حلقاته الأولى نجاحا خياليا وأصبح الرقم واحد على مستوى العالم إضافة إلى ميل تقييمات شبه كاملة في مواقع التقييم.