التضامن مع غزة صبغ يوم أمس، حيث عمّت المدن العربية وعددا من مدن العالم، كما المناطق اللبنانية، مسيرات التأييد للشعب الفلسطيني، والتنديد بالمجزرة الوحشية التي اقترفها العدو الاسرائيلي بقصف المستشفى المعمداني في غزة.
هذه الجريمة التي هزّت الضمير الإنساني، حاول الرئيس الاميركي جو بايدن تبرئة إسرائيل منها وتحميل مسؤوليتها الى الضحايا أنفسهم، في أكبر عملية تشويه للحقائق وتضليل للرأي العام العالمي. لكنها باتت مكشوفة ولم تنطلِ على أحد، بل فضحت أكثر فأكثر الدعم والتغطية الأميركية الكاملة لجرائم إسرائيل.
وفي جنوب لبنان استمر القصف الاسرائيلي للمناطق الحدودية على طول الخط الأزرق، من الناقورة وصولاً الى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، فيما المناطق اللبنانية كانت على موعد مع مشاهد التضامن مع القضية الفلسطينية ورفضاً لما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة. وقد عمّت التظاهرات والاحتجاجات كل المناطق اللبنانية من صيدا الى بيروت وطرابلس وحارة حريك، الى الشوف وعاليه والإقليم والبقاع، وإلى محيط السفارة الأميركية في عوكر، ومحيط السفارة الفرنسية في بيروت. وقد عبّر فيه المعتصمون عن تضامنهم مع سكان غزة منددين بانحياز الولايات المتحدة والدول الأوروبية الى جانب اسرائيل.
في هذا السياق، أشارت مصادر مراقبة عبر جريدة الأنباء الالكترونية الى أن الأمور في جنوب لبنان قد تتجه خارج إطار قواعد الاشتباك مع إمكانية توسيع المعارك وفق أطر محدودة، مستبعدةً في الوقت الحالي خيار الحرب الواسعة، بانتظار تطورات الوضع الميداني في غزة.
وقالت المصادر إنه “من الواضح أن اسرائيل لا تستطيع الدخول الى غزة، لذلك بدأت تستفز الشمال، وهي تعمد إلى ارتكاب مجازر كتلك التي حصلت على المستشفى المعمداني في غزة، لمحاولة الترهيب من جهة، وخلق جو عالمي يدفع نحو مزيد من الدعم لها وبالتالي تأمين وقف لإطلاق النار وفق شروطها”.
وتوقفت المصادر عند “طلب حكومة العدو من سكان المستعمرات الشمالية إخلاءها والتراجع الى مسافة خمس كيلومترات”، فأشارت إلى أن “إسرائيل غير قادرة على فتح معركة مع حزب الله، لكنها تخشى أن يشن “الحزب” حرباً استباقية ضدها”.
وعليه فإن الوضع الميداني في الجنوب مفتوح على كافة الاحتمالات، والخروج عن قواعد الاشتباك قد لا يكون مستبعداً، لكن كل ذلك يستدعي يستدعي جهوزية على الجبهة الداخلية لمواجهة أي عداون، وهو ما لا يحصل من بعض القوى السياسية التي تبدو وكأنها غير معنية بتمتين الواقع المحلي قدر المستطاع، فيما ينشط الرئيس وليد جنبلاط في مختلف الاتجاهات في محاولة لتجنيب لبنان كأس الحرب، وفي الوقت نفسه الاستعداد وفق الامكانات للصمود اذا حصلت.