تحولت الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الأميركية في منطقة عوكر إلى ملعب لمطاردة المحتجين على أتوستراد الضبية في محاولة لإلقاء القبض عليهم بسبب أعمال الشغب التي بدأت منذ الثالثة ظهرًا.
وقفة احتجاجية"الله أكبر"، "صهيونيّة صهيونيّة السفارة صهيونيّة"، "تكبير"، "الموت لأمريكا".. وغيرها الكثير من الشعارات التي رددت تنديدًا بالقصف الإسرائيلي على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 500 شخص على الأقل.
منذ يوم أمس، شهدت مناطق مختلفة في لبنان تحركات شعبية، للتنديد بالإعتداء الإسرائيلي على المدنيين في غزة. ونفذت وقفات اجتجاجية أخرى اليوم في مختلف المناطق اللبنانية. وفي تمام الرابعة عصرًا، نفذ المحتجون تظاهرة داعمة لأبناء غزة ولأطفالها، اليوم الأربعاء 18 تشرين الأول، أمام السفارة الأميركية في عوكر.
استمرار المواجهاتعند الثالثة ظهرًا، تحضرت الحشود للتجمع في ساحة الشهداء للانطلاق في الباصات التي كانت بانتظارهم. وتوزعت عشرات الباصات في مختلف المناطق اللبنانية لنقل المشاركين من مختلف المخيمات الفلسطينية، نهر البارد، صبرا وشاتيلا، الضاحية الجنوبية وبيروت.
توزع مئات المحتجين في مختلف الشوارع المحيطة بالسفارة، حملوا أعلام فلسطين، حزب الله، حركة حماس، حركة فتح، وتقدموا أمام الجدار الحديدي الذي عملت على تجهيزه القوى الأمنية منذ صباح اليوم للتصدي لأعمال الشغب المتوقعة، ومنع أي مشارك من الإقتراب من محيط السفارة الأميركية.
في غضون نصف ساعة، بدأ المشاركون رمي الأحجار على القوى الأمنية، وحاولوا اجتياز الأسلاك الحديدية، التي وضعتها القوى الأمنية منذ مساء أمس، والمرور بينها، كما صعدوا إلى أسطح المباني المجاورة للأجهزة الأمنية. بدورها، بدأت القوى الأمنية بتصويب خراطيم المياه على المحتجين لتفريقهم ومنعهم من اجتياز الأسلاك الحديدية والتقدم. وقد عجزت مرارًا عن تفريقهم، بسبب الحشود، فرمت العشرات من القنابل الدخانية والقنابل المسيّلة للدموع على المتظاهرين بشكل عشوائي، ونجحت بإبعادهم إلى الشوارع الخلفية، سيما أن مجموعة من الشبان تجهزت لهذه المواجهة، فأحضرت معها الأقنعة المخصصة للغازات، وأمسكت بحبات من البصل، تجنبًا لحالات الاختناق الناتجة عن القنابل المسيّلة للدموع.
ومرة أخرى، تقدم العشرات من االمتظاهرين لمواجهة القوى الأمنية ومحاولة اجتياز الأسلاك الشائكة وتحطيم الجدار الحديدي، ورددوا العبارات المناصرة للقضية الفلسطينية، وقد غطى عدد من الشبان وجوههم لعدم التعرف عليهم وتوقيفهم. أما على أسطح الأبنية التي تمكنوا من الصعود إليها، فقد رفعوا أعلام حزب الله على الأعمدة، ورموا الأحجار والكراسي البلاستيكية والمفرقعات لناحية القوى الأمنية.حريق ودخانفي الجهة المقابلة، تجمع بعض أصحاب المحال التجارية الموجودة في المنطقة، خوفًا من التعرض لمحالهم، خصوصًا بعد الحريق الذي أصاب المبنى المجاور للسفارة الأميركية مساء أمس، وهو عبارة عن متجر لبيع المفروشات، ومجموعة أخرى من المتاجر لبيع الألبسة والألعاب.
توزع المئات من عناصر الجيش في مختلف الشوارع، لحماية مداخل السفارة الأميركية، كما انضمت إليهم عناصر مكافحة الشغب لإخراج جميع المحتجين من محيط السفارة وإبعادهم نحو أوتوستراد الضبية. وسرعان ما تجددت الإشتباكات وبدأت عملية الكر والفر بين صفوف المحتجين، كما حرقوا عشرات الإطارات أمام المدخل الحديدي، وعمدوا إلى رمي العناصر الأمنية بالعبوات الزجاجية وعبوات المياه الفارغة.
وعليه، أصيب عنصر في الجيش اللبناني بإصابة طفيفة في الرأس ناتجة عن رمي الأحجار، كما أصيب العشرات من الشبان في مختلف أنحاء جسدهم. وعلى مقلب آخر، تجمع حشد من الشبان وعمدوا إلى إشعال بعض الأشجار المحيطة بالسفارة الأميركية، إلا ان عناصر مكافحة الشغب تمكنت من إبعادهم عن المنطقة والسيطرة على الحريق.
استمرت المواجهة بين المحتجين وعناصر الجيش اللبناني أكثر من 3 ساعات متواصلة، وانتهت بوصول أعداد كبيرة من عناصر الجيش اللبناني ومكافحة الشغب في آلياتهم، وحُصرت مهامهم بمطاردة المحتجين وحصر الوقفة الاحتجاجية على أوتوستراد الضبية الرئيسي. وقد تحول الاوتوستراد إلى ساحة لمطاردة المحتجين بالعصي والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى هروب الشبان بين السيارات والصعود في الباصات وعلى الدراجات النارية للوصول إلى بيروت.