بيروت - بولين فاضل
لكل شيء نهايات وكذلك الفن، إذ يرى البعض أن وضع الفنان حداً لمسيرته له توقيته الذي لا يعرفه سوى الفنان نفسه، فمتى تحين فكرة الاعتزال في بال الفنان وفي أي حالات يكون القرار نهائيا؟
البداية مع الفنان جورج وسوف الذي قيل الكثير عن اتجاهه الى الاعتزال عقب فقدانه نجله وديع، ليرد سلطان الطرب بعد ذلك بفترة ليقول إن قرار الاعتزال ليس ملكه ولا بيده، لأن الله أنعم عليه بصوت ليسعد من خلاله الناس، وهذه رسالة مكتوب عليه مواصلتها.
إليسا من جهتها أعلنت قبل فترة توجهها الى الاعتزال قبل أن تعود عن قرارها، علما أن الدافع كان كما أوضحت مرورها بحالة نفسية صعبة جراء شعورها بأنها في فنها ونتاجاتها تتعرض في أماكن معينة للظلم والمحاربة.
الفنان وليد توفيق على قناعة بأن توقف الفنان عن الغناء هو أشبه بقطع الأوكسجين عنه، لذا هو ليس في وارد الاعتزال طالما لا يزال قادرا على الغناء والعطاء وطالما جسور التفاعل والتواصل لا تزال قائمة بينه وبين الجمهور، أما في حال انتفاء هذه الشروط فسيتخذ حينها قرار الانسحاب والتفرغ الكلي للأعمال الخيرية والإنسانية.
أما الفنانة كارول سماحة، فتقر بأنه حين يبدأ صوتها بالتراجع والوهن، لن تستسلم بسهولة بل ستحاول المقاومة لإصلاح الأمر بما أمكن لأن اعتراف الفنان بفقدانه طاقته على الغناء صعب جدا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها لا تحتمل سماع نفسها تغني بشكل سيئ، لذا لابد حينها من الاعتزال. وتؤكد كارول أن لا مشكلة لديها في مواصلة الغناء وهي متقدمة في السن وآثار العمر عليها، فهي مطربة لا عارضة أزياء وما يعنيها هو عدم تأثر صوتها لا شكلها بالعمر.
الفنان راغب علامة من جهته يحدد لحظة اعتزاله الفن بأنها لحظة شعوره بأنه ما عاد قادرا على المزيد من العطاء وما عاد صوته يخدمه، وحينها سيعلن القرار ويقول لجمهوره إن ما قدمه في مشواره الفني يكفي وتاريخه الغنائي سيبقى للأجيال.