يمضي الوضع الميداني في الجنوب وعند الحدود الجنوبية مع إسرائيل قدماً نحو حالة هي أقرب إلى “مقدمات” انفجار حربي باتت احتمالاته التصاعدية راجحة على احتمالات استبعاده على رغم كل ما يساق من مبررات ومواقف دولية ومحلية تحذر من هذا الانفجار.
إذ أن وتيرة التسخين التصاعدي بدأت تصح يومية من جهة كما ان وتيرة العنف في العمليات المتبادلة بين القصف والاستهدافات بين إسرائيل و”#حزب الله” تتخذ طابعا متدحرجا لم يكن ادل عليها من امعان إسرائيل امس في استهداف مدنيين لبنانيين لليوم التالي بحيث استشهد مواطنان في شبعا غداة استهداف إسرائيل فريقا من الصحافيين والمراسلين استشهد فيه المصور الصحافي عصام عبدالله، وفي المقابل نفذ “حزب الله” ثلاث عمليات قصف متعاقبة لمواقع إسرائيلية في مزارع شبعا يرجح انها أدت الى خسائر فيها.
وفيما كانت وسائل اعلام إسرائيلية تتوقع ان يبدأ الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة الليل الفائت بدت صورة الاحتمالات المتشائمة في لبنان الى ازدياد خصوصا ان المشهد الديبلوماسي المتصل بالسيناريوات المطروحة في شأن لبنان لا يبعث اطلاقا على الاطمئنان.
ففيما تعكس الزيارتان اللتان سيقوم بهما اول الأسبوع الطالع كل من وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان للبنان تصاعد قلق الدول حيال معالم انزلاق لبنان نحو التورط في الحرب لم يكن المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان في السفارة الإيرانية في بيروت سوى اثبات على تصاعد احتمالات توريط لبنان في الحرب او على الأقل استخدام ايران للبنان كمنصة لتوظيف التطورات من موقع نفوذها الساحق على “حزب الله” و”حماس”.
فالوزير الإيراني تعمد الكلام باسم “المقاومة” مباشرة وليس باسم بطهران وذهب الى سرد التوقعات المتصلة ب”المقاومة” كما بما يمكن ان يتخذه الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله من قرارات. وذهب عبد اللهيان الى القول أنّه “في حال تلكؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة والفاعلين في العالم والمنطقة والذين يدعمون إثارة الحروب الإسرائيلية، فسيلقون الردّ الذي تريده المقاومة في المكان المناسب وهذا الردّ سيغيّر خارطة الأراضي المحتلة”.
واوضح أنّه اطّلع من السيد حسن نصرالله على “التطورات الميدانية للمقاومة في فلسطين ولبنان”، مضيفاً “إنّه رجل براغماتيّ ولطالما كان له الدور الأبرز في تحقيق أمن لبنان والمنطقة”، لافتاً إلى أنّ “أي خطوة سيقدم عليها “حزب الله” سينتج عنها زلزال كبير ضد الكيان الصهيوني”.
اضاف “اقترحنا أن يُعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية للبحث في الوضع في غزّة وأعلنّا استعداد طهران لاستضافته”. واذ اعتبر ان “المقاومة هي التي تحدد شروطها بعد وقف العدوان على غزّة”، لفت إلى أنّ “المقاومة وضعت أمامها السيناريوهات المحتملة عند باقي الجبهات والإعلان عن ساعة الصفر إزاء أي إجراء في حال استمرار الجرائم الإسرائيلية هو في يد المقاومة”.
وفي موقف مماثل للحزب اكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق “اننا في حزب الله لسنا من يخشى الأساطيل، ولسنا من يهدد بحاملات الطائرات، وحزب الله سيكون حيث يجب أن يكون، وسيفعل ما يجب أن يفعل وإن حشدوا الأساطيل والمدمرات وحاملات الطائرات، وأي عدوان إسرائيلي على لبنان، سيقابل بالرد القاسي والسريع دون تردد، وهذا ما حصل، وهذا ما سيحصل، ولن نبدّل تبديلا”.
اما ميدانيا فاستشهد خليل أسعد علي وزوجته رباد العاكوم، في القصف الإسرائيلي بعد ظهر امس على بلدة شبعا وجُرح آخرون. وواجه عناصر الصليب الأحمر صعوبة في الوصول إلى المنزل المستهدَف في شبعا نتيجة القصف الإسرائيلي.
وفي وقت سابق، استهدف “حزب الله” خمسة مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا وهي: الرادار، رويسات العلم، السماقة، زبدين ورمثا، بالصواريخ المُوجّهة وقذائف الهاون. وقال “حزب الله” في بيان: ” عند الساعة الثالثة والربع من عصر اليوم السبت، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية بمهاجمة المواقع الصهيونية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وهي: الرادار، رويسات العلم، السماقة، زبدين ورمثا، بالصواريخ المُوجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات دقيقة ومباشرة”.
وردّت مدفعية الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف هاون باتجاه مناطق مفتوحة في محيط بلدتَي كفرشوبا ومزارع شبعا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ “قوّاتنا ترد على مصدر إطلاق النار في الأراضي اللبنانية” .كما أفادت الإذاعة الإسرائيلية بصدور “أوامر لسكان أربع بلدات في شمالي إسرائيل بالاحتماء بسبب اشتباه بعملية تسلّل من لبنان”.
ولاحقاً، أفاد إعلام إسرائيلي عن “وقوع إصابتَين في مستوطنة نهاريا شمالاً جراء سقوط صاروخ.
ولاحقا أعلن الإعلام الحربي في “حزب الله” في بيان ثان ان “مجاهدي المقاومة الإسلامية هاجموا مُجدداً عصر اليوم في 14/10/2023 مركزًا للمراقبة والرصد تابعًا لقوات الإحتلال في بركة النقار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وتم إصابة المركز وتدمير جزء كبير من تجهيزاته الفنية والتقنية”.
ومساء نعى “حزب الله” مقاتلا من صفوفه هو علي يوسف علاء الدين من بلدة سحمر كذلك نعت “حركة الجهاد الإسلامي ” اثنين من مقاتليها هما محمد خليل عباس من مخيم الرشيدية والياس رائف الحوراني من مخيم عين الحلوة قالت انهما قتلا خلال اقتحام مجموعة منها “احد مواقع الاحتلال شمال فلسطين ونفذت اشتباكا مسلحا من نقطة صفر مما اسفر عن مقتل ضابط صهيوني”.
وفيما شيع امس المصور الشهيد عصام عبدالله في مسقطه الخيام أصدرت اليونيفيل بيانا جاء فيه : “شهد يوم أمس ( الجمعة) إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق على مدى فترة طويلة من الوقت وعلى عدة نقاط على الخط، وشكّل ذلك برمته تبادلاً لإطلاق النار عبر الخط الأزرق. وفيما يتعلق بعلما الشعب، نعلم أن إسرائيل ضربت موقعاً يبعد حوالي 2,5 كيلومتراً عن البلدة عند الساعة 5:20 مساءً تقريباً، وسمع جنود حفظ السلام على بعد بضعة كيلومترات إطلاق نار وانفجارات بعد ذلك.
وبناء على ما تمكّنت اليونيفيل من ملاحظته، لا يمكننا في هذه المرحلة أن نقول على وجه اليقين كيف أصيبت مجموعة من الصحفيين الذين كانوا يغطون الأحداث، وقُتل أحدهم. وإذا استمر الوضع في التصعيد، فمن المرجح أن نرى المزيد من هذه المآسي. إن أي خسارة في أرواح المدنيين هي مأساة ويجب منعها في جميع الأوقات. ولهذا السبب نحثّ الجميع على وقف إطلاق النار والسماح لنا، كحفظة سلام، بالمساعدة في إيجاد الحلول، فلا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون. نجدد تقديم تعازينا القلبية لعائلة عصام العبدالله، كما نعرب عن تمنياتنا وآمالنا الصادقة بالشفاء الكامل والعاجل للصحفيين الآخرين الذين أصيبوا”.
في غضون ذلك أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، “تقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي عن قتل إسرائيل المتعمد للصحافي اللبناني الشهيد عصام عبدالله العامل في وكالة رويترز، وإصابة صحافيين آخرين بجروح من وكالة الصحافة الفرنسية وقناة الجزيرة، مما يشكل إعتداء صارخا وجريمة موصوفة على حرية الرأي والصحافة، وحقوق الانسان، والقانون الدولي الانساني، من خلال استسهال قتل الصحافيين العزل ضحايا رغبتهم بنقل الحقيقة، والدفاع عنها بعدسات كاميراتهم وأقلامهم، ونقلهم لشريط الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة في جنوب لبنان”.