مقدمة “تلفزيون لبنان”
في اليوم الأول من الأسبوع الثاني على عملية طوفان الأقصى في غلاف قطاع غزة في فلسطين المحتلة هل بدأت تظهر في غلاف المنطقة ملامح آفاق وإن غير واضحة بعد لتسوية-ما، توقف الحديد والنيران الاسرائيلية عن أهالي غزة وتفرمل ما يروج له الاسرائيليون من تصميم على تدمير قطاع غزة إذا لم يرحل أهل القطاع عنه في اتجاه العشر الجنوبي من مساحة القطاع المحاذي لمصر؟ في وقت الفلسطينيون المقاومون وفي مقدمتهم حركة حماس يؤكدون ميدانيا أنهم ليسوا في حاجة لمساعدة أحد غيرهم أقله في الأشهر الستة المقبلة وأن هدف المحتل بتهجيرهم هو كحلم إبليس بالجنة…
الحراك السياسي على مستوى اتصالات إقليمية-دوليةفي محاولة للإحاطة بالوضع يتمثل منها بما أشيع عن أن مسقط- عمان تستضيف محادثات بين جهات إيرانية وأخرى أميركية في محاولة للحؤول دون تفلت جنوني للتطورات في المنطقة مع الأخذ في الحسبان وصول القوة الأميركية البحرية عالية المستوى الى المنطقة، هذا من جهة ومن جهة مقابلة، استنفار عدد من المجموعات الإقليمية ذات الصلة بمحور المقاومة والممانعة والتي أعلنت استعدادات لتنفيذ اندفاعات محتملة ضد الاميركيين وحلفائهم في حال أوغل الاسرائيليون أكثر بخططهم ومغامراتهم الإجرامية في غزة أو أي مكان آخر في المنطقة.. ومنها أيضا ما تتمثل باتصالات لوقف الحرب في فلسطين المحتلةشرع بها الملك الاردني الذي بدأ جولة أوروبية غربية. أما وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن فقد أعلن بعد لقائه نظيره السعودي فيصل بن فرحان في الرياض أن واشنطن تعمل مع السعودية لضمان حماية المدنيين في القطاع . كذلك لفت إلى أن بلاده تعمل مع السعودية في الكثير من القضايا، ضمنها إحلال السلام في المنطقة.. بالتوازي الناطق باسم البيت الأبيض الأميركي نقل أن بلينكن يقول للصين باعتقاده أنه سيكون من المفيد أن تستخدم بكين نفوذها في الشرق الأوسط لوقف تمدد الصراع.كذلك أمير قطر الشيخ تميم ينشط في اتصالاته أولها مع الرئيس الايراني ابرهيم رئيسي الذي انتقل وزير خارجيته عبد اللهيان اليوم من لبنان الى قطر.
في أي حال ميدانيا على الحدود اللبنانيةبعد عشرين ساعة بالتمام على استشهاد المصور الصحافي التلفزيوني عصام عبدالله وجرح ستة صحافيين آخرين في علما الشعب اللبنانية الحدودية بالنيران الاسرائيلية في الخامسة والنصف قبيل مساء أمس الجمعة استهدفت صواريخ حزب الله اليوم مواقع قوات الاحتلال الاسرائيلي بين تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة وتحديدا في رويسات العلم والسماقة وزبدين ورمثا بحسب الاعلام الحربي للمقاومة…في وقت زعم إعلام الاحتلال الاسرائيلي أن صاروخا كان قد سقط في نهاريا أمس انفجر في الرابعة من عصر اليوم وأدى الى جرح اسرائيليين..أي أنهم ادعوا أن حزب الله قصف خارج الاراضي اللبنانية المحتلة… قوات بنيمين نتانياهو أطلقت قذائف مدفعية ال 155 والهاون وسط تحليق كثيف لطائرات ال إم كا من الساعة الرابعة عصر اليوم وحتى السادسة والنصف مساء اليوم…عدد من منازل المدنيين اللبنانيينأصيبت هناك خصوصا في أطراف الماري قرب الغجر والهبارية والجوار. معلومات تحدثت عن استشهاد مسنين وهما رجل وزوجته داخل منزلهما في بلدة شبعا، بالقصف “الإسرائيلي الذي اصاب ايضا ثلاثة مدنيين آخرين.
في الغضون الناطق العسكري الاسرائيلي اعترف بتكبد خسائر في عدد من المنشآت الحربية الاسرائيلية في المناطق المقابلة للحدود اللبنانية وقال إن لدى حزب الله مئة وثلاثين ألف صاروخ موجهين صوبنا.
هكذا بدا في لبنان مشهد النصف الثاني من اليوم 14 تشرين الاول بعد اسبوع من عملية 7 تشرين الأول طوفان الاقصى في غزة..أما النصف الأول من النهار فقد وسمه وداع الصحافي الزميل عصام العبدالله الذي احتضنه ثرى بلدة الخيام الجنوبية الحدودية الصامدة التي شيعت عصام-الشاهد الشهيد على الحقيقة والحق.. تشييع عصام العبدالله الذي قضى بالنيران الاسرائيلية لن يكون إلا حياة تسري في عمر الوطن لبنان و في شرايين القضية من غزة الى سائر الشرق العربي.. وزارة الخارجية اللبنانية وجهت بعثتها لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي عن “قتل إسرائيل المتعمد” لمصور تلفزيون رويترز عصام عبد الله.
بالتوازي ميدانيا فلسطينيا: اليوم السبت هو أول يوم من الأسبوع الثاني لعملية طوفان الاقصى التي تتصدى عن فلسطين ضد التهجير والتهويد وضد سحق أهالي قطاع غزة بالآلة الحديدية الحربية الاسرائيلية..
المعركة الشديدة لا تزال حتى الآن محصورة بالمحيط اللصيق بقطاع غزة والغارات الجوية والمدفعية فيما تبقى تردادت الأعمال الحربية في الحدود اللبنانية الجنوبية مقتصرة على المستوى الثاني أي التوترات والمناوشات بين قوات الاحتلال الاسرائيلي المقابلة لحدود لبنان وجبهة لبنان الحدودية المقاومية : قصف مقابل قصف واستهداف موضعي في مقابل استهداف موضعي.وهكذا دواليك.
*************
مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
طوفان الأقصى دخل أسبوعه الثاني بثبات واقتدار مثبتا معادلات راسخة. ورغم انفلات الجنون العسكري الإسرائيلي تبتدع المقاومة الفلسطينية الإنجاز بعد الإنجاز وجديده وصول صواريخ (عياش 250) إلى صفد في شمالي فلسطين المحتلة البعيد كثيرا عن غزة.
الوحشية التي يمارسها جيش الإحتلال مستهدفا المدنيين أطفالا ونساء وشيوخا لم يعد معها يمكن إعتماد إحصائية للشهداء والجرحى الذين ترتفع أعدادهم بين لحظة ولحظة. المذابح في القطاع بالجملة وهي لم تستثن المهجرين الغزيين الذي انتقل بعضهم من منطقة إلى أخرى على أمل النجاة لكن صواريخ وقذائف العدو كانت تلاحقهم. أما الهدف الذي يحاول العدو تحقيقه فهو تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه وجعل المنطقة المتاخمة لمستوطنات الغلاف منطقة محروقة.
على الجبهة اللبنانية – الفلسطينية قامت مجموعات المقاومة بمهاجمة المواقع الصهيونية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وأصابتها إصابات مباشرة اما رد جيش العدو فبقتل زوجين مسنين في شبعا فيما كان اليوم هو يوم وداع شهيد الصورة والكلمة المصور الصحافي عصام عبدالله الذي استشهد بقذيفة إسرائيلية حاقدة إستهدفته وزملاء له لم تشفع لهم جميعا شارة الصحافة خلال تأديتهم واجبهم عند الحدود. عصام الذي كان الشاهد على العدوانية الإسرائيلية شيع في بلدته الخيام في جو من الحزن الشديد والغضب العارم.
العدوانية الإسرائيلية حضرت في مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من بيروت حيث أعلن أنه بعد لقائه قادة المقاومة في المنطقة أدرك أنه في حال إتخذت المقاومة القرار بالرد على الكيان الصهيوني فإن هذا الرد سيجعل الجميع يندم وسيغير خريطة الأراضي المحتلة.
أما في التحركات الدبلوماسية المتصلة بتداعيات ما يحصل في غزة فتبرز زيارة كل من وزيرة الخارجية الفرنسية ونظيرها التركي إلى بيروت الأسبوع المقبل.
*************
مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
في اليوم الثامن، أو في اليوم الأول من الأسبوع الثاني على حرب غزة، كيف بدت الصورة ميدانيا وديبلوماسيا؟
على المستوى الميداني، بات جنوب لبنان جزءا من المشهد العسكري حيث تتصاعد حدة التوتر, وبدا هذا واضحا اعتبارا من بعد ظهر اليوم.
أما في غزة فإن التصعيد السياسي تقدم على التصعيد العسكري، وأبرز ما في هذا التصعيد النداءات الاسرائيلية المتكررة لسكان شمالي القطاع بالمغادرة إلى جنوبه.
الجيش الإسرائيلي طالب سكان غزة “بعدم الإبطاء” في مغادرة منطقة شمال القطاع, وهناك “نافذة” للمرور الآمن إلى الجنوب, من دون تحديد عدد الأيام التي سيبقى فيها هذا الممر متاحا.
في المقابل، رد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بأنه يرفض خيار الانتقال الى سيناء.
عسكريا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل في غارة جوية قياديا في حركة حماس قاد هجوم السابع من تشرين الأول.
في المقابل، بدأت حرب الأعصاب بالنسبة إلى الأسرى. حركة حماس أعلنت اليوم مقتل تسعة رهائن لديها في الساعات الأربع والعشرين الماضية في خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
ديبلوماسيا، وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن في السعودية يهاجم حماس، ووزير الخارجية الأيراني حسين أمير عبد اللهيان ينهي جولته ويعلن انه لا تزال هناك فرصة سياسية للحيلولة دون اتساع الأزمة في المنطقة، لكنه حذر في الوقت نفسه أنه “ربما في الساعات المقبلة سيكون الوقت بات متأخرا”.
خلاصة القول، لمعرفة المؤشرات لا بد من انتظار ما سيحمله بلينكن إلى واشنطن ليبنى على الشيء مقتضاه، وما سيحمله عبد اللهيان إلى طهران، ليبنى أيضا على الشيء مقتضتاه، أما بيروت وغزة فمنطقتان للتلقي في غياب القرار.
**************
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
اسبوع كامل على مشهد الموت. وفي اليوم الثامن، مزيد من القتل والتدمير، وتهديد واضح من بنيامين نتنياهو بالاجتياح البري للقطاع، حيث زار جنوده المتمركزين على تخوم غزة، قائلا: المرحلة الثانية آتية، فهل أنتم مستعدون؟
اما على الضفة الغزاوية، فقدرة مستمرة على اطلاق الصواريخ من تحت الانقاض، واعلان عن مقتل عدد من الاسرى الاسرائيليين، بينهم اربعة من حملة الجنسيات الاجنبية، بفعل استهداف العدو للمدنيين.
وفي ضوء انقضاء مهلة الاربع وعشرين ساعة التي حددتها اسرائيل لفلسطينيي القطاع بالنزوح جنوبا، موقف مصري-تركي جازم اليوم، برفض تهجير ابناء غزة، عبر عنه مؤتمر صحافي بين وزيري خارجية البلدين، في وقت كانت الرياض تعلن تعليق مفاوضات التطبيع مع الكيان العبري، من دون ان يعني ذلك وقفها بشكل نهائي.
اما محليا، وفيما القلق مستمر من انفلات الوضع على الحدود الجنوبية، فتواصلت الاعتداءات الاسرائيلية في نقاط حدودية عدة، وقابلتها المقاومة بالردود المناسبة، في وقت كان لبنان يودع شهيد الاعلام، الذي سقط امس بنيران الاحتلال خلال اداء الواجب المهني في علما الشعب.
واليوم، أجرى الرئيس العماد ميشال عون اتصالا هاتفيا بعائلة المصور الشهيد عصام عبدالله، وبمكتب بيروت في وكالة رويترز، مقدما التعازي بالشهيد الذي سقط بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف مجموعة من الإعلاميين في علما الشعب خلال تغطيتهم للتطورات في الجنوب. وأكد الرئيس عون ان استهداف العدو الإسرائيلي لعصام ورفاقه الاعلاميين، الذين من المفروض ان يكونوا محميين بحصانة القانون الدولي، هو محاولة مكشوفة في مخطط اسرائيل المستمر في طمس الحقائق عن عدوانها ضد الشعب الفلسطيني والأراضي اللبنانية. ونوه الرئيس عون بما قدمه الشهيد عصام في مسيرته الاعلامية وشهادته بالكاميرا والصورة للحقيقة… وقبل الدخول في تفاصيل اخبار العدوان على غزة، نشير الى مواصلة احياء ذكرى الثالث عشر من تشرين من خلال وضع اكاليل من الزهر في مختلف المناطق اللبنانية، على ان يقام عصر الغد قداس مركزي في مار الياس انطلياس، تليه كلمة للنائب جبران باسيل.
*************
مقدمة تلفزيون “الجديد”
بكاميرا عصام عبدالله التي حولتها اسرائيل الى حطام , التمس الصحافيون المشهد , وفي تشييع مصور العالم وحروبه , كان الهتاف واحدا : اسرائيل عدو الله. هناك كانت الحقيقة كعين الشمس التي التقطها ابن رويترز فمشت في جنازته اليوم وارتفعت من غير تشكيك وقالت إن اسرائيل خاصرة نارية قام كيانها على الاغتيال ورصد الصحافيين والمدنيين كأهداف. وهذا الكيان عدو الشهود , يتحين ضربهم منعا لتحولهم الى مصانع موردة للحقائق. وعلى دروب شهاداتهم ارتفعت العدسات اليوم وهتفت بالعدو الواحد من الخيام الجنوبية حيث ووري عصام عبدالله وألقى على زملائه نظراته المفتوحة. وفي ترابه الندي , كاد عصام ان ينهض حاملا سلاحه الاعلامي لالتقاط مشاهد القصف على المدنيين في شبعا حيث سقط شهيدان داخل منزلهما بقذائف مباشرة. وقد استهدفت اسرائيل بيوتا وآماكن آمنة فيما كانت المقاومة قد اعلنت انها هاجمت مركزا للمراقبة والرصد تابعا لقوات الاحتلال في بركة النقار الواقعة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة واكد بيان المقاومة اصابة المركز وتدمير جزء كبير من تجهيزاته وبهذه المعادلة فإن اسرائيل تتحين قصف الاحياء المدنية في ردها على قصف اهدافها العسكرية وتتقصد زرع الرعب بين السكان عبر استهدافهم بعد ان تعمدت استهداف الصحافة التي لا يزال بعضها قيد المعالجة من جروح بالغة وهو نهج اسرائيل في غزة حيث باتت اهدافها : مستشفيات ومراكز ايواء ومقرات اليونسف وابراج الصحافة وملاحقة المدنيين النازحين. وفي خطط عسكرية محكمة كررت اسرائيل ابلاغها المدنيين بضرورة الاخلاء , وفي اثناء عبورهم تعمدت قصفهم وتطيير جثثتهم اشلاء كما حدث في مخيم الشاطىء. وهذا المساء اعلن جيش الاحتلال انه يستعد لحرب برية في قطاع غزة و توسيعها جوا وبحرا اضافة الى البر لكن رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي قال إن من بين اهدافنا عدم خوض حرب على جبهات متعددة. والجبهة الاكثر تعددا بالنسبة الى اسرائيل هي لبنان وما على الرسول الفرنسي سوى البلاغ اذ وجه الاليزيه نصائح الى حزب الله واللبنانيين بان “يلتزموا واجب ضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الاولى”. وفي جبهة الجنوب فإن الحزب وعلى الرغم من طوفان القلق لا يزال يعتمد الرد على مقياس الحدث ولا يتوسع ابعد من ابراج المراقبة وبعض التحصينات الاسرائيلية على الحدود علما بان اذرعته العسكرية قادرة على وضع الجليل بين اصابع المقاومين. لكن الرود تأتي على خرائط مدروسة وفي ميزان محسوب. ويتناغم الحزب عسكريا مع حركة تتقدم دبلوماسيا ولم تكن ايران بعيدة عنها في جولة وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان ومعظم هذه المسارات الدبلوماسية تطلب ابقاء حزب الله في منأى عن الميدان وهو ما تطلع اليه اتصال بين المستشار الالماني اولاف شولتس ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو واكد الجانبان اهمية تجنب نشوب صراع اقليمي وعلى وجه الخصوص منع تدخل حزب الله في هذا الصراع . وعلى جانب هذه الاتصالات فإن دور السعودية يظل الاكثر تأثيرا بعد تجميدها خطوات التطبيع وقد اكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومعالجة الأزمة الإنسانية. وفي المروحة الدبلوماسية تحرك تركي واردني ومصري ودور قطري قد تبدأ نتائجه بالظهور قريبا وكل ذلك يراقب شوارع عربية واوروبية خرجت الى التظاهر ونددت بسياسة التهجير الاسرائيلية والجرائم بحق الانسانية. فمن يسبق اولا.. اسرائيل في البر ام دبلوماسية الاجواء المفتوحة ؟
*************
مقدمة تلفزيون “أم تي في”
وفي اليوم الثامن على طوفان غزة، آلة القتل الاسرائيلية لا تزال تعمل بلا توقف، وقد حصدت حتى الان اكثر من 2250 شخصا اضافة الى جرح حوالى تسعة الاف. الخسائر المادية جسيمة كذلك. فاكثر من 1300 مبنى في القطاع دمرت ، بحيث ان حوالى عشرة الاف وحدة سكنية تضررت كليا او انها لم تعد قابلة للسكن. انها مأساة انسانية بكل معنى الكلمة، فكيف اذا اضفنا اليها انقطاع الكهرباء تماما، وندرة المياه، ونفاد الخبز وانهيار القطاع الطبي- الاستشفائي انهيارا شبه تام؟ رغم سوداوية المشهد، فان ما ينتظر اهل غزة قد يكون اسوأ بكثير مما حصل حتى الان. المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اعلن ان الجيش سينتقل الى عمليات قتالية نوعية، فيما توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن اسرائيل ستهاجم اعداءها بقوة غير مسبوقة، وأكد ان هذا ليس سوى البداية. في المقابل، تعهدت حماس بالقتال حتى آخر نقطة دم مطالبة السكان بالبقاء في بيوتهم، فيما قال اسماعيل هنية قبل قليل ان غزة ستواصل الكفاح حتى النهاية. اذا، انها معركة حياة او موت بين اسرائيل وحماس وعملية قضم اصابع . فمن يقول “آخ” اولا؟
في لبنان، الجنوب على حاله من التوتر. فكل يوم يحصل اطلاق قذائف وصواريخ، ويسقط شهداء ، لكن الامور تظل تحت السيطرة. والجديد اليوم التهديدات التي اطلقها الجيش الاسرائيلي تجاه لبنان. فالمتحدث باسمه حذر من ان لبنان كله سيتحمل تكاليف اي اعتداء على اسرائيل، واضاف: كل اعتداء ينطلق من لبنان نحو اراضينا تتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية. وفي هذا الاطار، الموقف الايراني بدأ يتوضح من الحرب على غزة. فما فهم من المؤتمر الصحافي لوزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان الذي عقده في بيروت ان طهران لم تتخذ قرارا بدخول الحرب بعد، وذلك في انتظار اتضاح نتائج المعركة في غزة. فاذا تبين ان حماس ستنهار فان ايران ستتدخل لمحاولة نقاذ الوضع، واذا تمكنت حماس من الصمود فان ايران لن تتدخل. وطبعا ما يسري على ايران يسري على حزب الله. في الاثناء، شيع الجنوب المصور عصام عبد الله، فيما الجرحى الخمسة لا يزالون في المستشفيات. أمالجديد اقليميا فيتمثل بقرار المملكة العربية السعودية وقف محادثات التطبيع مع اسرائيل على خلفية حرب غزة. الا يؤكد الامر ان الشرق الاوسط بعد طوفان غزة لن يكون كما قبله؟
===