بيروت - بولين فاضل
صراع داخلي بين خيارين تعيشه اليوم أكثر من ممثلة ومقدمة برامج لبنانية، فإما المضي في تيار التجميل لإرضاء المعيار المطلوب من أكثر شركات الإنتاج، وإما ترك الوجه على غاربه ولو كان الثمن انحسار العروض، لاسيما أن التمثيل يكمن خصوصا في تعابير الوجه التي تمحوها بدرجة كبيرة أساليب التجميل. بهذا المعنى، ثمة من بدأ يفكر بالابتعاد عن أساليب التجميل لأكثر من سبب منها المحافظة على خصوصية الشكل ومساحات التعبير.
في هذا الإطار، تقر الممثلة ورد الخال بأنها لم تتصالح بعد مع فكرة ترك تجاعيد وجهها من دون بوتوكس بالرغم من أنها تتطلع إلى ذلك وتسعى للوصول الى المرحلة التي تقلع فيها عن البوتوكس كي تكتشف حينها ما إذا كانت ستأتيها عروض وأي نوع من الأدوار سيقدم إليها.
أما مقدمة البرامج هيلدا خليفة، فلا تميل الى إطلاق الأحكام على أي امرأة طالما أنها تفعل ما تفعله من تجميل كي تحب ذاتها وترتاح مع نفسها أكثر لا كي ترضي الآخرين، أما على الصعيد الشخصي فهيلدا مع الاعتدال في كل شيء وهي تحافظ على شكلها قدر الإمكان تجميليا، لكنها تعترف في الوقت نفسه بأن العمر له عليها وهي تفضل حين تنظر الى نفسها في المرآة أن ترى بعض آثار العمر على وجهها على أن تنظر ولا تتعرف الى نفسها قائلة إن التقدم في السن هو نعمة يجب تقديرها.
الممثلة القديرة نوال كامل ترى من جهتها أن عمليات التجميل سرقت من الفنانات ملامحهن وهويتهن لأن كل فنانة ولها بصمتها الخارجية التي تميزها عن غيرها، كما تقول، فيما الشائع اليوم هو أن كل الفنانات بتن يشبن بعضهن، وهذا أمر يحزنها ويستفزها.
بدورها، ترى الممثلة كارمن بصيبص ضرورة أن تترك الممثلة جمالها على طبيعته قائلة إنها تحب الممثلة التي تظهر أمام الكاميرا بهيئتها الطبيعية، الأمر الذي يمنحها اختلافا على الشاشة. وتؤكد أنها لا تواجه أي مشكلة في أي شيء مختلف في شكلها ويمكن أن يميزها عن الأخريات، مشيرة إلى إنها على سبيل المثال تحب أن تترك الفتيات وعلى وجه الخصوص الفنانات حواجبهن على طبيعتها، وكذلك شفاههن وأشياء أخرى، وبالتالي يحزنها أن ترى ممثلة جميلة في الأساس تكثر من عمليات التجميل التي تصبح في هذه الحال أقرب الى عمليات التشويه.
أما الممثلة والمغنية الاستعراضية ميرفا القاضي فتقول: «إذا كان المطلوب مني أن أزعل أو أبكي أو أغضب، لا يمكن لتعابير وجهي أن تخدمني في ظل البوتوكس، «ما بتزبط»، ولهذا السبب أنا أخشى كثيرا على أدائي من أي أسلوب تجميلي».