وكان للخبر وقع الصواعق، لا احد يريد ان يصدق ان كارمن جوخدار الاعلامية الجريئة النشيطة والذكية هي من بين المصابين في القصف الاسرائيلي على علما الشعب في جنوب لبنان، كما لا احد يرغب بان يكون خبر استشهاد المصور عصام عبد الله صحيحاً.
الصاعقة الاولى تمثلت بخرق العدو الاسرائيلي من دون ان يرف له جفن لكل الاعراف الدولية واستهداف الصحافيين بقصف مباشر يرتقي الى جريمة حرب تعاقب عليها القوانين الدولية.
الصاعقة الثانية خبر استشهاد مصور رويترز عصام عبد الله وانتشار صور وفيديوهات توثق عملية استهدافه من دون احترام خصوصية الموت والاستشهاد وقبل ان تتبلغ عائلته باستشهاده.
الصاعقة الثالثة نشر فيديو مباشر من مكان الاستهداف لصحافية مصابة بدت للوهلة الأولى انها للاعلامية كارمن جوخدار ليتبين لاحقاً انها لمراسة وكالة الصحافة الفرنسية كريستال عاصي اقل ما يقال بهذا الفيديو انه قاس ولا يجوز بالاخلاق الاعلامية نشره احتراماً لمشاعر الشخص المستهدف وناسه واهله.
تواصل ومنذ اللحظات الاولى للاستهداف الاسرائيلي للصحافيين بعائلة الزميلة كارمن جوخدار التي اكدت ان كارمن تواصلت معهم فور نقلها الى المستشفى وطمأنتهم ان حالتها مستقرة الا ان قلب الام لا يهدأ ولا يطمئن حتى يرى فلذة الكبد وهذا ما حصل مع رقية التي تمنت لو تحملها طائرة سريعة الى المستشفى الايطالي في صور حيث تتم معالجة كارمن.
تقول رقية انه اصعب شعور وابشع خبر تلقته في حياتها ولكن الله لطف بابنتها مترحمة على زميلها الشهيد ومتمنية الشفاء لزملاء ابنتها الجرحى.
من هي كارمن جوخدار ولماذا لاقى صدى اصابتها هذا التفاعل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي؟ يقول مقربون من كارمن انها لطيفة، مُحبة، خدومة، نشيطة وراقية وهي لم تخاصم احداً في حياتها، متميزة في عملها وجريئة جداً، لها قناعاتها في الحياة وفي السياسة وتشكل تحقيقاتها في كل الوسائل التي عملت فيها من جريدة السفير الى موقع المرده الى فرانس ٢٤ وصولاً الى قناة الجزيرة مرجعاً مهماً في مجال التوثيق والاعلام.
كارمن جوخدار المتبنية للقضية الفلسطينية منذ ان وطأ قلمها اول كلمة على ورقة شكلت طوال مسيرتها الصحفية رأس حربة في الدفاع عن هذه القضية حيث كتبت في احدى المرات على مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي: لم أجد أحقر من “العرب”، الذين حين طبّعت دولهم مع الاحتلال الإسرائيلي، أضافوا أسماءهم باللغة العبرية على مواقع التواصل الاجتماعي!.
بالامس غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء لكارمن والتمني بان تكون بخير.
كارمن جوخدار التي حققت انجازات في مهنتها الرسالة ونالت اوسمة ها هي اليوم تنال وساماً جديداً موقع باقلام كل من يعرفها الا وهو وسام البطولة اذ تحدت بشجاعتها وصمودها على خط النار كل الحقد الاسرائيلي وقصفه وقنابله.
عدت سالمة الى اهلك ومهنتك يا كارمن.